للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الصلوات كانت، وإلى هذا كان يذهب شيخنا القاضي أبو الوليد (١)، خلاف ما ذهب إليه غيرهم (٢) من الشارحين والمختصرين أن ناسيها من الصبح أو صلاة سفر كناسي ركعتين (٣)؛ لا بد من الإعادة، ولقوله (٤): ولم نكشفه (٥) عن المغرب والصبح، والصلوات كلها عند محمل (٦) واحد. ثم قال فيمن ترك ركعة من الصبح (٧): أعاد، فخصها. والأول جعلوا (٨) الكلام هنا مبتدأ. ثم ساق اختلاف قول مالك، وهذا بين من لفظ "الأم" وقولِه: "الصلوات كلها عند مالك محمل واحد"، بعد أن ذكر المغرب والصبح وقولِه آخر المسألة أيضاً بين، ولم يختلف قوله في الكتاب إذا تركها من ركعتين فأكثر أنه يعيد الصلاة. والخلاف في هذا كله وغيره في غير الكتاب معروف.

وعيسى بن يونس (٩) الضُبَعي، بضم الضاد وفتح الباء، منسوب إلى بني ضُبَيْعة (١٠).


(١) قال ابن رشد عن هذا: هو ظاهر ما في المدونة، انظر المقدمات: ١/ ١٨١، واستشكل الرهوني هذا في حاشيته: ١/ ٣٧٧.
(٢) كذا في خ وق، وفي غيرهما: غيره. ولعله الصواب.
(٣) في س: كناسيها من ركعتين. ويبدو أنه المناسب.
(٤) المدونة: ١/ ٦٥/ ٩ - . وفي ق: لقوله.
(٥) في ق: يسأله.
(٦) كذا في خ، وكأنما محي شيء بعد "عند". وفي س ول وم: عند مالك. ومثل هذا في المدونة، وسيذكره المؤلف بعد هذا. وكتب "مالك" في ق، ثم ضرب عليه وكتب: "عنده"، وفي س: عندنا.
(٧) المدونة: ١/ ٦٥/ ٨.
(٨) في س: جعل. ولعل الكلام هكذا: والأُوَل جعلوا.
(٩) المدونة: ١/ ٦٧/ ٥.
(١٠) لم أعثر على عيسى هذا المنسوب هكذا "الضبعي"، ولا ذكره السمعاني ممن ينتسب إلى بني ضبيعة في الأنساب: ٤/ ٨. وانظر حول ضبيعة: معجم القبائل العربية: ٢/ ٦٦٣، وهذا الحديث في المصادر يروى عن عيسى بن يونس دون نسبة، فهل يمكن أن يكون هو عيسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، وتصحف على المؤلف إلى الضبعي؟ مع العلم أن عيسى السبيعي هذا روى عن حسين المعلم، وروى عنه ابن وهب تماما كما في سند حديث المدونة موضوع المعالجة؟ (انظر ترجمته في التهذيب: ٨/ ٢١٢).