للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وفيه نظر (١).

وقوله (٢) في مسألة الحيتان فأصيب فيها ضفادع قد ماتت: "لا أرى بأساً بأكلها"، يعني الحيتان، أي لا يضرها موت الضفادع فيها، وإلى هذا ذهب أبو عمران (٣). وقد يعود على الجميع، أي ما تزلع (٤) من الضفادع؛ لأنها من صيد البحر والماء. والمسألة جاءت في جرة صِير أصيب فيها (٥) ضفادع، قال: لا بأس بأكله (٦)، يريد الضمير.

وسؤر (٧) الدواب/ [خ ٧] وغيرها، مضموم الأول مهملة (٨) السين مهموز، وقد تسهل، وهو بقية شرابها، ويقال أيضاً في بقية الطعام (٩). وعلى هذا جاءت رواية من روى: "لا بأس بالخُبز من سؤر الفأرة" (١٠) - بالضم -


= هذا وورد في النسخ ق وع وم إضافة بعد هذا هي: "وبه قال أبو الحسن اللخمي". وهي في م مقحمة بين السطور. ونقل الحطاب في المواهب: ١/ ٨٧ معظم هذه الفقرة ووقف عند قوله: أبو الحسن.
(١) هذا كلام عبد الحق متعقباً تخريج ابن خويزمنذاد، ونقل ابن يونس أيضاً هذا في "الجامع": ١/ ١٣. قال أبو الحسن الصغير: "وانظر، في كلام عياض تناقض؛ لأنه قال: الصواب ألا ينجس ما ليس له نفس سائلة، ثم قال في الطعام: الصواب ألا يؤكل إذا كان مختلطاً به، فتأمله". (انظر: التقييد: ١/ ١٠).
(٢) المدونة: ١/ ٥/ ٤.
(٣) في العين واللسان: زلع: الزلع، استلاب شيء في ختل.
(٤) ذكر عبد الحق رأي أبي عمران هذا واستدلاله له بما وقع في سماع ابن القاسم، وجزم عبد الحق أن المقصود الحوت، ومن أجل ذلك أورد المسألة (تهذيب الطالب: ١/ ٨ أ، وانظر التقييد: ١/ ١١).
(٥) في خ وس: فيه.
(٦) المسألة ليست في المدونة، وهي في سماع ابن القاسم، ونصها - كما نقلها عبد الحق عن أبي عمران: "وسألته عن صير أصيب فيها ضفادع، قال: لا بأس بأكله" (التهذيب: ١/ ٨ أ). والصير هو حيتان مملوحة كما سيأتي للمؤلف في كتاب السلم الثالث.
(٧) في المدونة: ١/ ٥/ ٥ ترجمة "الوضوء بسؤر الدواب والدجاج والكلاب".
(٨) كذا في النسخ والتقييد: ١/ ١٢, ولعله في ق: مهمل، وهو الأنسب. وفي ل: مهموز السين المهملة.
(٩) العين: سأر.
(١٠) المدونة: ١/ ٧/ ٦.