وعثمان لم يرو عنه غير الزهري، ووثقه ابن معين. وأعلّ بعضُ أهل العلم الحديثَ بالانقطاع بين قبيصة بن ذؤيب وأبي بكر، قال البخاري في "التاريخ الكبير" ٦/ ٢١٢: عثمان بن إسحاق بن خرشة عن قبيصة بن ذؤيب عن أبي بكر في الجدة، مرسل. وكذا أعله بالانقطاع ابن حزم والمنذري وعبد الحق الإشبيلي وابن القطان الفاسي؛ لأن قبيصة ولد عام الفتح على الأرجح، فلم يسمع من أبي بكر. وقال الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير": إسناده لثقة رجاله، إلَّا أنَّ صورته مرسل، فإن قبيصة لا يصح له سماع من الصدّيق، ولا يمكن شهوده للقصة. وخالفهم آخرون من أهل العلم، فصححوه؛ كالترمذي وابن حبان والحاكم، وانتقاه ابن الجارود (٩٥٩)، لأنَّ قبيصة من كبار التابعين، ولأنه ربما سمع القصة من محمد بن مسلمة أو من المغيرة بن شعبة. لذا قال ابن الملقن في "البدر المنير" (٧/ ٢٠٨ - ٢٠٩: على كل حال هو حجة، لأنه إما مرسل صحابي، أو لأنه يجوز أن يكون سمعه بعد ذلك من المغيرة أو محمد بن مسلمة، وتصحيح الترمذي وابن حبان والحاكم له، وقبلهم الإمام مالك كافٍ، وقد قال ابن المنذر: أجمع أهل العلم على أنَّ للجدة السدس إذا لم تكن أمٌّ، وهذا عاضدٌ له أيضًا. قلنا: والحديث أخرجه سعيد بن منصور في "السنن" (٨٠)، وابن أبي شيبة ١١/ ٣٢٠، وأخرجه أبو يعلى (١٢٠) عن عبيد الله بن عمر القواريري، ثلاثتهم (سعيد وابن أبي شيبة والقواريري) عن سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن قبيصة. وذكر بعضهم قصة عمر بن الخطاب في آخره. =