للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

البَلَويّ، حدثنا أبو إسحاق الفَزَاري، عن الأوزاعي، عن مَكحُول، عن أنس بن مالك، قال: كُنّا مع رسولِ الله في سفر فنزلنا مَنزِلًا، فإذا رجلٌ في الوادي يقولُ: اللهمَّ اجعَلْني من أمةِ محمدٍ المَرحُومةِ المَغفُورةِ المُثابِ لها، قال: فأشرفْتُ على الوادِي، فإذا رجلٌ طولُه أكثرُ من ثلاثِ مئةِ ذِراعٍ، فقال لي: مَن أنتَ؟ قال: قلتُ: أنس بن مالك خادمُ رسولِ الله ، قال: أين هُو؟ قلت: هو ذا يسمعُ كلامَكَ، قال: فائتِه وأقرئْه مني السلام، وقل له: أخوك إلياسُ يُقرئُك السلامَ، فأتيتُ النبيَّ فأخبرتُه، فجاء حتى لقيه فعانَقَه وسلَّم عليه، ثم قعدا يَتحدّثان، فقال له: يا رسول الله، إني إنما آكُلُ في كل سنةٍ يومًا، وهذا يومُ فِطْري، فآكُلُ أنا وأنتَ، فنزلتْ عليهما مائدةٌ من السماء عليها خُبزٌ وحُوتٌ وكَرَفْسٌ، فأكلا وأطعَمَاني، وصَلَّيا العصرَ، ثم وَدَّعَه، ثم رأيتُه مرَّ على السحابِ نحوَ السماءِ (١).


(١) خبر موضوع، وهذا إسناد ضعيفٌ بمرَّةٍ كما قال البيهقي في "دلائل النبوة" ٥/ ٤٢٢، وذلك أنَّ يزيد بن يزيد البلوي الموصلي وشيخَه أبا إسحاق - وهو الجُرَشي، لا الفَزَارِي الثقة - لا يُعرفان كما قال ابن الجوزي في "الموضوعات" (٤٠٨)، وقد حصل هنا خطأ في نسبة أبي إسحاق بأنه الفَزَاري، والفزاري ثقة حافظ، وإنما الصحيح أنه الجُرَشي كما جاء منسوبًا في رواية ابن أبي الدنيا في "الهواتف" (١٠٢)، ومن طريقه أخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات".
وقال الذهبي في "تلخيصه" متعقِّبًا على تصحيح الحاكم له: بل موضوعٌ قبَّح اللهُ مَن وضعه، قال: فإما يزيد البَلَوي افتراهُ وإما ابن سيار.
قلنا: لم ينفرد به ابن سيار - وقد ذكره الذهبي في "الميزان" وعنه ابن حجر في "اللسان" فسمّاه: عبدان بن يسار - فقد رواه إبراهيم بن سعيد الجوهري عن يزيد البلوي، فمداره على البَلَوي وشيخه أبي إسحاق، فيكون إما من وضع البَلَوي أو شيخه، والله تعالى أعلم.
وكذلك حكم بوضعه ابن كثير في "البداية والنهاية" ٢/ ٢٧٥، فقال: حديث موضوع، مخالف للأحاديث الصحاح من وجوه، ومعناه لا يصح أيضًا؛ ثم ذكر بعضَ وجوهِ مخالفتِه ونكارتِه.
وقد رواهُ ابن شاهين كما قال الحافظ ابن حجر في "الإصابة" ٢/ ٣٠٧ من طريق خير بن عرفة، عن هانئ بن المتوكّل، عن بقية بن الوليد، عن الأوزاعي، عن مكحول، سمعتُ واثلة بن الأسقع، فذكره نحو حديث أنس الذي هنا بأطول منه وأبسط وأنَّ ذلك كان في غزوة تبوك. =

<<  <  ج: ص:  >  >>