وقد رواه ثور بن يزيد عن خالد بن مَعْدان مرسلًا بنحوه كما تقدم بيانه برقم (٤٢١٩)، لكنه قال فيه: أنَّ أصحاب رسول الله ﷺ قالوا … فذكره. وأخرجه أحمد ٢٩/ (١٧٦٤٨) عن حيوة بن شريح، ويزيد بن عبد ربّه، كلاهما عن بقيّة، بهذا الإسناد. وفيه تصريح ابن عمرو بسماعه من عُتبة. ويشهد له دون ذكر رؤيا آمنة بنت وهب حديث أنس بن مالك عند مسلم (١٦٢) (٢٦١). وحديث أبي ذر الغفاري عند الدارمي (١٤)، وابن أبي الدنيا في "الهواتف" (٣)، والبزار (٤٠٤٨)، وغيرهم من طريق عروة بن الزبير عن أبي ذر. ورجاله ثقات، إلّا أنَّ عروة بنَ الزبير لا يُعلَم له سماعٌ من أبي ذر فيما قاله البزار. ويشهد له بتمامه حديث حليمة السعدية عند ابن إسحاق في "السيرة" كما في "سيرة ابن هشام" ١/ ١٦٢ لكن فيه جهالة وانقطاع. ومرسل الزُّهري عند عبد الرزاق في "مصنفه" (٩٧١٨)، ورجاله ثقات. ومرسل يحيى بن جعدة عند يونس بن بكير في زياداته على "السيرة النبوية" لابن إسحاق (٣٤)، ورجاله لا بأس بهم. ويشهد لرؤيا أمه ﷺ حديث العرباض بن سارية المتقدم برقم (٣٦٠٨)، وهو حديث حسن. وقد ثبت أن جبريل شق صدر النبي ﷺ مرة أخرى ليلة الإسراء والمعراج كما في حديث أنس عند البخاري (٣٤٩)، ومسلم (١٦٢) (٢٦٠)، ونبّه على ذلك السُّهيلي في "الروض الأُنف"، وذكر الحافظ في "فتح الباري" ٢/ ٢٠٧ و ٢٧٨/ ٢٤ أنه وقع شق الصدر ثلاث مرات، مرة عند الطفولة لما كان في بني سعد، ومرة عند البعثة، ومرة ليلة الإسراء، واستدل للمرة الثانية بما أخرجه الطيالسي (١٦٤٣) وغيره من حديث عائشة: أنَّ جبريل شقَّ صدر النبي ﷺ لما كان بغار حراء، وغسله في طَسْت من ذهب. لكن إسناده ضعيف. قوله: "التُبِسَ بي" أي: خُولطْتُ في عقلي.