للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

معتمدين على هذه القرينة (١).

وروى إسماعيل بن علية، وعبدالوهاب بن عبدالمجيد، عن يونس بن عبيد، عن الحسن، عن ابن عمر: أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: " لا يسترعي الله تبارك وتعالى عبداً رعية ـ قلَّت أو كثرت ـ إلا سأله الله تبارك وتعالى عنها يوم القيامة ... " الحديث (٢).

قال ابن خزيمة: "لم يسمع الحسن هذا الخبر من ابن عمر، حدثنا محمد بن عبدالأعلى، حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا يونس، عن الحسن قال: نبئت أن ابن عمر قال ... " (٣).

وقد تقدم أن الحسن قد سمع من ابن عمر في قول الجمهور، لكن يظهر أنهم إنما يثبتون له سماعه لحديث واحد، كما تقدم شرحه في المبحث الثالث، وعلى هذا فهذه القرينة تأكيد لعدم سماعه منه هذا الحديث المعين، ونفي لاحتمالات أخرى قد تكون قائمة في سماع الحسن من ابن عمر، وعنعنته عنه.

وفي هذا المثال يقرب أن حذف الواسطة ليس من الحسن، وإنما هو من الراوي عنه يونس بن عبيد، فالطرق مدارها عليه، فكأنه ربما استبدل العنعنة بقول الحسن: نبئت، بالعنعنة، ويونس مدلس أيضاً كما تقدم في المبحث الثاني،


(١) "سنن أبي داود" ٣: ٥٩٥، و"سنن الترمذي" ٤: ١٠٣، و"سنن النسائي" ٧: ٣٤، و"العلل الكبير" ٢: ٦٥٢، و"التاريخ الكبير" ٤: ٢، و"التاريخ الصغير" ٢: ١٩٧، و"سنن البيهقي" ١٠: ٦٩.
(٢) "مسند أحمد" ٢: ١٥، و"إتحاف المهرة" ٨: ٢٩٦.
(٣) "إتحاف المهرة" ٨: ٢٩٦.

<<  <   >  >>