للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يتمنّ أحدٌ من الأنبياء الموتَ قبل يوسف, وهو قول ابن عباس (١)، وقتادة (٢)، وابن جريج, وقال مجاهد: من تأويل الأحاديث: العبارة (٣) , وقاله الضحاك (٤)، وابن إسحاق (٥)، وذكر أن بني يعقوب الذين فعلوا بيوسف ما فعلوه, استغفر لهم أبوهم فتاب الله عليهم وعفا عنهم وغفر لهم ذنبهم, وروي عن أنس بن مالك أنه قال: إن الله لما جمع ليعقوب شمله, وأقر بعينه, خَلا ولده نَجِيًّا, بعضهم لبعض: ألستم قد علمتم ما صنعتم، وما لقي منكم الشيخ، وما لقي منكم يوسف؟ قالوا: بلى! فيغرُّكم كفهما (٦)

عنكم، فكيف لكم بربكم؟ فاستتام أمرهم على أن أتوا الشيخ فجلسوا بين يديه، ويوسف إلى جنب أبيه قاعد, قالوا: يا أبانا، أتيناك في أمر لم نأتك في مثله قط، ونزل بنا أمر لم ينزل بنا مثله! حتى حرّكوه، والأنبياء أرحم البرية, فقال: مالكم يا بَني؟ قالوا: ألستَ قد علمت ما كان منا إليك، وما كان منا إلى أخينا يوسف؟ قالا: بلى! فقالوا: ألستما قد عفوتُما؟ قالا بلى! قال: فإن عفوكما لا يغني عنّا شيئًا إن كان الله لم يعف عنا! قال: فما تريدون يا بني؟ قالوا:


(١) ابن جرير، مرجع سابق، ١٦/ ٢٧٨. ابن أبي حاتم، مرجع سابق، ٧/ ٢٢٠٤.الثعلبي، مرجع سابق، ٥/ ٢٠٦.
(٢) ابن أبي حاتم، مرجع سابق، ٧/ ٢٢٠٤.
(٣) ابن أبي حاتم، مرجع سابق، ٧/ ٢٢٠٣.
(٤) ابن جرير، مرجع سايق، ١٣/ ٣٦٥. ابن أبي حاتم، مرجع سابق، ٧/ ٢٢٠٤ - ٢٢٠٥.
(٥) ابن جرير، مرجع سابق، ١٦/ ٢٨٠.فائدة: من الأحكام الشرعية جواز تمني الموت مخافة فساد الدين عند الفتن مباح ومشروعية سؤال الموت إن لم يكن لضرر أو ملل من العبادة أو رغبة في الراحة. نصر والهلالي، مرجع سابق، ١/ ٨٦١ - ٨٦٥.
(٦) العبارة كما عند ابن جرير"عفوهما"، مرجع سابق، ١٦/ ٢٨١ ..

<<  <   >  >>