للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أوميرا، إنهم لم يكونوا يحملون شعورا معاديا للإسلام، غيروا اسم (باب الجهاد) إلى (باب فرنسا). لقد كان جامع المرسى الذي نتحدث عنه خاصا بالبحارة فيما مضى من الأيام، لأنه كان يقع خلف باب الجزيرة، وداخل المرسى (١). وكان بدون منارة. وقريبا من البرج الكبير، ملاصقا لمبنى الأميرالية. ويذكر أوميرا أن جامع المرسى قد أدمج سنة ١٨٣٠ في تحصينات الإميرالية، وإنه كان عند أقواس الأميرالية في الجانب المواجه للمدية (٢).

٢٦ - الجامع الكبير: ويسمى أيضا الجامع الأعظم. وهو من أقدم المساجد في الجزائر. وقد تحدثنا عنه في الجزء الأول. وبقي خلال العهد الاستعماري تقريبا على حاله في أداء الوظيفة الدينية وخدمة المسلمين، مع اختلاف درجة الموظفين والخدمات. وتداول عليه أيمة ومفتون ومدرسون من درجات متفاوتة (٣)، ولكنه لم يسلم هو أيضا من الأذى والإهانة، فقد استنقصوا منه الجزء المواجه للبحر، ثم غطوه عن أعين القادمين من المرسى إلى المدينة بعمارات وبنايات ذات طوابق. وفي سنة ١٨٤٣ وقعت له إهانة عظيمة بنفي المفتي الكبابطي والاستيلاء على أوقاف الجامع التي كانت في الأهمية تأتي فقط بعد أوقاف مكة والمدينة. وضمت أوقافه إلى أملاك الدولة الفرنسية، بقرار من المارشال بوجو صادر في ٤ يونيو ١٨٤٣ (٤). ويزعم الفرنسيون


(١) ديفوكس، ٩٢.
(٢) أوميرا، ١٨٤. وكذلك كلاين.
(٣) انظر فصل السلك الديني والقضائي.
(٤) ديفوكس، ١٢٥. لقد أطال ديفوكس في وصف الجامع الكبير وأوقافه وتاريخه. ولم نر نحن لذلك ضرورة هنا ما دمنا قد تعرضنا له في الجزء الأول. وغرضنا هنا كما هو واضح، هو ذكر مصائر هذه المساجد في الزمن الفرنسي والتذكير بحالها عند الاحتلال وبعده، حتى لا يظن البعض أن ما ذكرناه في الجزء الأول قد بقي قائما بعد الاحتلال. كما أن كلاين أطال فى وصفه، وادعى أنه بنى على أنقاض كنيسة وهى أيضا مبنية على حصن روماني. وقد جاء في محراب الجامع أنه قد بني سنة ٤٠٩ هـ (١٠١٨ م)، وأن منارته قد شيدت في عهد السلطان الزياني أبو تاشفين سنة ١٣٢٤ م. وذكر كلاين أيضا أن الجيش الفرنسي قد احتل سوابيط الجامع سنة ١٨٣٠ =

<<  <  ج: ص:  >  >>