للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هامة. وتداول عليه عدد من الخطباء والأيمة المعروفين في الحياة الدينية والعلمية خلال العهد العثماني (١). ولكن السلطات الفرنسية التي زعمت للجزائريين في اتفاق يوليو ١٨٣٠، أنها ستحترم العقائد والدين الإسلامي والأملاك سارعت منذ ١٨٣٠، كما يقول ديفوكس، إلى تحويل هذا الجامع إلى ثكنة عسكرية وكذلك المدرسة التابعة له. ويقول ديفوكس إن السلطات العسكرية محتفظة به إلى الآن (١٨٧٤) (٢). وعبدي باشا المعروف أحيانا بالكردي، كان من مشاهير الباشوات في الجزائر أوائل القرن ١٨ م (١٧٢٥). وقد أضاف أوميرا أن هذا الجامع والمدرسة ظلتا تحت أيدي السلطات العسكرية إلى أيامه هو أيضا (سنة ١٨٩٨). وقال إن الجامع يقع في شارع مكرون (المقرون). وأكد معلومات زميله ديفوكس من أن الجامع والمدرسة التابعة له قد تعطلتا وحولتا إلى ثكنة عسكرية منذ ١٨٣٠. ولا نعرف أن هذا الجامع قد رد للمسلمين بعد ذلك، ولعله بقي جزءا من ثكنة أو كان من ضحايا الفأس الفرنسية بعد ١٨٩٨.

٢٣ - جامع القشاشں: هذا الجامع تعتبره التقاليد والفرنسيون أيضا من الدرجة الأولى. اكتسب شهرة عظيمة خلال العهد العثماني للدروس التي كانت تلقى فيه وفي المدرسة المتصلة به والزاوية المسماة بنفس الاسم والتي كانت من الزوايا العلمية (٣). وكانت له أوقاف عظيمة لشهرته، وكثرة الطلبة والغرباء فيه. يقول ديفوكس إن أقدم الوثائق التي كانت عنده ترجع الجامع


(١) راجع كتابنا تاريخ الجزائر الثقافي، ج ١.
(٢) ديفوكس، ٨١ ويقول كلاين إن الجامع كان يقع قرب ثكنة المقرين (جمع قارئ). وهو الاسم الذي حوله النطق المحلي إلى المقرون، ثم حوله النطق الأوروبي إلى (المكرون). وأضاف كلاين أن ابن بكير باشا أضاف مدرسة إلى هذا الجامع سنة ١٧٤٨. وقد استولت السلطات العسكرية على الجامع والمدرسة والثكنة منذ ١٨٣٠. انظر كلاين، مرجع سابق.
(٣) ممن تحدث عن هذا الجامع والزاوية المؤرخ أبو راس الناصر حوالي ١٨١٤. انظر كتابه (فتح الإله) تحقيق محمد بن عبد الكريم. وكذلك كتابنا (أبحاث وآراء) ج ٢: (مؤرخ جزائري معاصر للجبرتي).

<<  <  ج: ص:  >  >>