للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتدعو للمقاومة، حتى قال هذا الباحث: إن كل سكان الجزائر (ويقصد أهل المدينة - العاصمة، ولكن التاريخ الذي سيذكره يجعل كلامه شاملا). كانوا ينتمون إلى الطرق الصوفية، وهم بذلك يشكلون جيشا صلبا متدربا بمهارة، مستعدا دائما، للدفاع عن البلاد ضد الأوروبيين، وهذا ما يفسر، في نظره، صعوبة تغلب الجيش الفرنسي عليهم، إذ بقي مدة ثلاثين سنة (١٨٢٧ - ١٨٥٧) في حرب متواصلة معهم، قبل إيقاع الهزيمة بهم (١).

وهناك كتب عديدة تناولت إحصاءات الطرق الصوفية وأتباعها وزواياها ومقدميها وشيوخها، ومن هؤلاء السيد لويس رين، الخبير في الشؤون الجزائرية مدة طويلة والمؤلف لعدة أعمال حول الجزائر، وقد عمل سنوات مستشارا للحكومة العامة، فقد ذكر فى كتابه (مرابطون وإخوان) المنشور سنة ١٨٨٤ أنه بينما كان عدد الجزائريين (الأهالي) هو ٢، ٨٤٦، ٧٥٧، فإن عدد الزوايا فيهم قد بلغ ٣٥٥ زاوية منتشرة عبر القطر كله، كما هناك ١، ٩٥٥ مقدما، و ١٦٧، ٠١٩ من الإخوان أو التابعين المعروفين للفرنسيين، وهم منظمون ومنضبطون تحت إشراف الطرق الصوفية، أما الشيوخ فقد وصل عددهم إلى عشرين شيخا من الكبار، وكلهم تقريبا، حسب رأيه، من الغرباء (أي ليسوا جزائريين؟) الذين يتلقون الإيعازات والتعليمات والإشارات من رؤسائهم البارزين في العالم الإسلامي، سواء في المشرق أو في المغرب الأقصى (٢).


(١) أشيل روبير، (الدين الإسلامي) في مجلة (روكاي). ١٩١٨، ص ٢٨٢، لاحظ أن سنة ١٨٢٧ تمثل ضرب الحصار الفرنسي ضد الجزائر، وسنة ١٨٥٧ تمثل احتلال زواوة، ولاحظ أيضا أن المؤلف (أشيل روبير) مختص في شؤون الجزائر فهو إداري رئيسي للبلدية المختلطة، ورئيس شرفي، ومراسل وزارة التعليم.
(٢) نقل ذلك شارل طيار (الجزائر في الأدب الفرنسي). ١٩٢٥، ص ٤٠٠، إضافة إلى مؤلف رين، ومؤلف ديبون وكوبولاني المذكورين، هناك مؤلفات أخرى فرنسية تنبهت للطرق الصوفية ودورها، من ذلك:
١ - دي نوفو De Neveu (الطرق الصوفية عند مسلمي الجزائر). ١٨٤٥، أعيد طبعه سنة ١٩١٣، وكان دي نوفو من كبار المسؤولين في الشؤون الأهلية، ومن =

<<  <  ج: ص:  >  >>