للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التعليم الإسلامي - الفرنسي والذي استمر إلى عهد الاستقلال. وفي مصادر سنة ١٨٣٧ أن عدد الأطفال المترددين على هذا النوع من المدارس كان لا يتجاوز التسعين تلميذا، وكانوا غير مواظبين على الحضور. فقد كانوا يحضرون أو يتغيبون على هواهم. ولكن المصدر يقول إن المعارضة آخذة في البرود وأن روح (التسامح) آخذة في الظهور، وأن الأطفال المسلمين أصبحوا يقلدون الأطفال الفرنسيين في الألعاب ونحو ذلك. إنها (العدوى) كما يقول هذا المصدر (١).

وبعد عشر سنوات من هذه التجربة كانت النتيجة متوقعة. فهي غير مبنية على رغبة الجزائريين وإنما فرضتها روح الغطرسة والتعالي إن لم نقل التعصب والكراهية من جانب الطرف الفرنسي. فإحصاء سنة ١٨٤١ أثبت وجود ٢٦٠ تلميذا فقط في مدرسة الجزائر (الحضرية - الفرنسية)، وهي المدرسة الوحيدة، وقد بقيت مدة طويلة على ذلك. أما التلاميذ الأوروبيون والإسرائيليون الذين كانوا يدرسون في المدارس المشتركة فقد وصل عددهم إلى ١، ٩٤٥ من بينهم ٧٩ تلميذا جزائريا. فجملة المتعلمين الجزائريين في المدارس الابتدائية الفرنسية هو ٣٣٩ تلميذا وذلك بعد أكثر من عشر سنوات من الاحتلال (٢). فأين هي نتائج الرسالة الحضارية الفرنسية؟ ويقول السيد إيمانويل بوجيجا وهو يصف هذه المرحلة من التعليم: إن فرنسا لاحظت أن المسلمين جاهلون، وكانت هي منشغلة بالحرب والاحتلال، وإن المسلمين في المدن لم يلبوا نداء المدرسة الفرنسية (٣).

ولكن لماذا حرمت فرنسا الجزائريين من مدارسهم بهدمها ومصادرة


(١) السجل (طابلو)، سنة ١٨٣٨، ٢٥٢.
(٢) السجل (طابلو)، سنة ١٨٤١، ٩٣. وعدد التلاميذ الجزائريين في المدرسة المشتركة بعنابة كان ٧٥ وفي وهران ٨ فقط. وبعد ثلاث سنوات (إحصاء ١٨٤٤) وصل عدد أطفال المدرسة الحضرية - الفرنسية في الجزائر إلى ٣٣٠ تلميذا ولا شيء في وهران أو عنابة. انظر نفس المصدر، سنة ١٨٣٤ - ١٨٤٤، ص ٧٠.
(٣) إيمانويل بوجيجا، (تعليم الأهالي)، SGAAN (١٩٣٨) عدد ١٥٣ - ١٥٤، ٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>