للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

أما "الواحد" فله معنيان:

أحدهما: مفتتح الوجود.

والثاني: أنه لا نظير له ولا مثل، كقولهم: فلان واحد في قومه في الشرف، واختلف في "واحد" و"أحد"، فقيل: هما بمعنى، وقيل: إن "أحدًا" أكمل من "واحد" لأنك تفرق بين قولك: فلان لا يقوم له واحد وأحد، وقد أوضحت الكلام على هذه المادة في خطبة "شرح المنهاج" (١)، فإن شئت فراجعها منه، وقرن المصنف الواحد بالقهار لأن بالوحدة يقع القهر.

تنبيهان:

الأول: توحيد الله نفسه على ثلاثة أوجه: علمه بأحديته، وإخباره بها، وإقرار العبد عليها.

وتوحيد العبد لله على ثلاثة أوجه: علمه بأحديته، وإقراره بها، وتعليمها لغيره، نبّه عليه صاحب العروة الوثقى.

الثاني: قال القرافى (٢): الإلهية، وعموم تعلق صفاته، وشبهها ... يجب توحيده بالإِله إجماعًا، والعلم والقدرة ونحوهما لا توجب [توحده] (٣) به إجماعًا، فيجوز أن يقال: فلانٌ عالم بكذا قادر على كذا.

والقسم بغيره تعالى اختلف فيه، فإن القسم بالشيء تعظيمٌ له


(١) له مؤلفين أحدهما "شرح منهاج البيضاوى" والآخر "شرح منهاج النَّووي" في الفقه والأول في الأصول.
(٢) الفروق (٣/ ٢٧).
(٣) في ن ب (توحيده).

<<  <  ج: ص:  >  >>