للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأيضاً السِّيَرُ التي دلت على وقوع القتال، وقوله -عليه الصلاة والسلام-: "من دخل دار أبي سفيان فهو آمن" (١)، إلى غيره من الأمان المعلق على أشياء مخصوصة، تبعد هذا التأويل أيضاً.

وتوسط الماوردي (٢) في المسألة فقال: عندي أن أسفلها دخله خالد بن الوليد عنوة، وأعلاها دخله الزبير بن العوام صلحاً، ودخلها النبي - صلى الله عليه وسلم - من جهته، فصار حكم جهته الأغلب، ولم يغتنم أسفل مكة لأن القتال كان على جبالها ولم يكن بها.

قال الخطابي (٣): وتأول [بعضهم] (٤) قوله -عليه الصلاة والسلام- في رواية أخرى: "إنما أحلت لي ساعة من نهار" (٥)، معنى دخوله إياها من غير إحرام، لأنه -عليه الصلاة والسلام- دخلها، وعليه عمامة سوداء (٦).


(١) مسلم (١٧٨٠)، وأبو داود (٢٠٢٣) في الخراج والإِمارة، باب: ما جاء في خبر مكة، (١٨٧٢) في المناسك، مختصراً الطيالسي (٢٤٢٤)، وأحمد (٢/ ٥٣٨)، وابن أبي شيبة (٤/ ٤٧١)، والبيهقي (٩/ ١١٧، ١١٩)، والنسائي في الكبرى (٦/ ٣٨٢)، في التفسير.
(٢) الحاوي (١٨/ ٧٣).
(٣) معالم السنن (٢/ ٤٣٤).
(٤) في ن هـ (غيرهم)، وهو الذي يوافق ما في المعالم.
(٥) في المعالم زيادة (على).
(٦) من رواية جابر عند مسلم (١٣٥٨)، والنسائي (٨/ ٢١١) (٥/ ٢٠١)، والترمذي (١٧٣٥)، وفي الشمائل (٩٢)، وابن ماجه (٢٨٢٢، ٣٥٨٥)، والبغوي (٢٠٠٧)، والدارمي (٢/ ٧٤)، وابن أبي شيبة (٨/ ٤٢٢)، (١٤/ ٤٩٣) وعلي ابن الجعد (٣٤٣٩)، وأحمد (١/ ٣٦٣) (٣/ ٣٨٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>