للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وقال القرطبي (١) أيضًا: هذا الوجه ليس بشيء، إذ لا نسلم الفرق، ولو سلم فقد أضاف النسيان إلى نفسه في غيرما موضع،

فقال: "إنما أنا بشر أنسى كما تنسون، فإذا نسيت فذكروني"، وغير ذلك.

وقال [الكاشغري] (٢) في غريبه: "السهو: في الشيء تركه من غير علم.

والسهو: عن الشيء تركه مع العلم. ومنه قوله تعالى: {الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (٥)} (٣)، وقال: والسهو في الصلاة: النسيان. والنسيان: هو عدم الذكر لما قد كان مذكورًا، [إذ] (٤) السهو: الغفلة عما كان في الذكر وعما لم يكن.

وقال غيره: السهو: يتعدى بحرف الجر.

والنسيان: يتعدى بنفسه، وأحسن منه أن النسيان: يطلق على ترك الشيء عمدًا (٥) ومنه قوله -تعالى-: {نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ} (٦).


(١) المفهم (٢/ ١٠١١).
(٢) في الأصل ون ب (الكاشغردي)، وما أثبت من ن د.
هو: محمد بن محمد بن علي الكاشغري فقيه، أصله من كاشغر، جاور بمكة وتصوف، ودخل اليمن فأقام بتعزله كتاب "مجمع الغرائب ومنبع الفوائد".
(٣) سورة الماعون: آية ٥.
(٤) في ن د (واو).
(٥) انظر التعليق ٣٣.
(٦) سورة التوبة: آية ٦٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>