للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثاني: عن إبراهيم بن مرزوق، عن وهب بن جرير بن حازم وأبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي -شيخ البخاري، كلاهما عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري. . . . إلى آخره.

وأخرجه أحمد في "مسنده" (١): ثنا يحيى بن سعيد، عن مسعر، ثنا عمرو بن مرة، عن أبي البختري، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي - رضي الله عنه - قال: "إذا حُدثتم عن رسول الله -عليه السلام- فظنوا به الذي هو أهناه وأهداه وأتقاه".

قوله: "فَظُنوا به" أي استيقنوا به؛ لأن الظن يجيء بمعنى العلم، قال دريد بن الصمة:

فقلت لهم ظنوا بألفي مدجج ... سراتهم في الفارسي المسرَّد

أي استيقنوا، وإنما يخوف عدوه باليقين لا بالشك.

قوله: "أهنا" أي أطيب وأقرب إلى الاتباع.

قوله: "وأهدي" أي إلى الصواب.

قوله: "وأتقى" أي في العمل.

فقد دل هذا على أن الواجب على الرجل إذا بلغه الحديث وله تأويلات أو معاني كثيرة لا يصرف تأويله أو معناه إلا إلى معنى يوافق الكتاب أو سنة أخرى أو الإجماع، فإذا صرفه إلى غير ذلك يكون مخالفًا لما قصده النبي -عليه السلام-، وصارفًا معناه إلى غير ما قصده، فيكون كاذبًا فيه، فيدخل تحت قوله: "من كذب على متعمدًا فليتبوّأ مقعده من النار" (٢).

قوله: "هذا المخالف" أراد به الشافعي، والواو في قوله: "وقد وجدنا" للحال.

قوله: "جارٍّ" بتشديد الراء من جَرَّ يَجُرُّ.


(١) "مسند أحمد" (١/ ١٢٢ رقم ٩٨٦).
(٢) متفق عليه من حديث المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه -، البخاري (١/ ٤٣٤ رقم ١٢٢٩)، ومسلم (١/ ١٠ رقم ٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>