على أن صاحب "التمهيد" قد عده من الأحاديث التي فيها تسليمتان.
قوله:"منهم علي بن عبد الرحمن" وهو علي بن عبد الرحمن بن محمَّد بن المغيرة بن نشيط القرشي المخزومي أبو الحسن الكوفي، ثم المصري المعروف بعلان أحد مشايخ الطحاوي.
قوله:"وزعم أن فيها" أي زعم يحيى بن معين أن في رواية عمرو بن أبي سلمة عن زهير بن محمَّد تخليطا كبيرًا -بالثاء المثلثة أو بالباء الموحدة- ومن جملة التخليط: أن هشام بن عروة كان يقول: كان يسلم تسليمة يسمعنا، ويقال: كان يسلم تسليما ويقال: تسليمة، ويقال: كان يسلم تسليمة واحدة.
وقال الأثرم: سألت أحمد عن هذا الحديث، فقال: إنما يقول هشام: كان يسلم تسليمة يسمعنا.
قيل له: إنهم يختلفون فيه عن هشام بعضهم يقول: تسليمًا وبعضهم يقول: تسليمة، قال: هذا أجود.
فقد بين أحمد أن معنى الحديث يرجع إلى، أنه يسمعهم التسليمة الواحدة ومن روى تسليمًا فلا حجة لهم فيه؛ فإنه يقع على الواحدة والثنتين والله أعلم.
ص: فإن قال قائل: فإذا ثبت عن عائشة - رضي الله عنها - ما ذكرت فبمن تعارضها في ذلك من أصحاب النبي - عليه السلام -؟ قيل له: بأبي بكر وعمر - رضي الله عنهما -، وقد روينا عنهما فيما تقدم من هذا الباب.
ش: هذا سؤال من جهة الخصم، تقريره أن يقال: سلمنا أن حديث عائشة - رضي الله عنها - غير مرفوع، وأنه موقوف عليها, ولكنه إذا ثبت عنها فمن يعارض عائشة في ذلك من الصحابة؟
وتقرير الجواب: أن الأسود روى عن عبد الله بن مسعود قال: "كان رسول الله - عليه السلام - وأبو بكر وعمر - رضي الله عنهما - يسلمون عن أيمانهم وعن شمائلهم في