للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أي: نازعني قراءتها، وقال الخطابي: جاذبنيها، والخلج: الجذب وهذا وقوله: نازعينها سواء، وإنما أنكر عليه مجاذبته إياه في قراءة؛ السورة حتى تداخلت القراءتان وتجاذبتا.

قلت: وإنما ذكر من باب المفاعلة ليدل على المشاركة؛ لأن الخلج الجذب بسرعة فنقل إلى المخالجة لتدل على المشاركة، ومنه الخليج وهو نهر يساق من النهر الأعظم إلى موضع؛ لأنه اختلج منه، أي جذب.

وقال الخطابي: وأما قراءة الفاتحة فإنه مأمور بها على كل حال إن أمكنه أن يقرأ في السكتتين فعل وإلا قرأ معه لا محالة.

قلت: يرده إطلاق الأحاديث المذكورة من هذا وقوله - عليه السلام -: "من كان له إمام فقراءة الإِمام له قراءة".

أخرجه بن أبي شيبة في "مصنفه" (١) وغيره.

الثاني: عن ابن خزيمة، عن محمَّد بن عبد الله بن المثنى بن عبد الله بن أنس بن مالك الأنصاري البصري القاضي الفقيه الكبير، عن سعيد بن أبي عروبة مهران العدوي البصري، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن عمران.

وأخرجه مسلم (٢): [ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا إسماعيل بن علية] (٣). (ح)

ثنا محمَّد بن المثنى، قال: ثنا ابن أبي عدي، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، قال: سمعت زرارة بن أوفى يحدث، عن عمران بن الحصين - رضي الله عنه -: "أن رسول الله - عليه السلام - صلى الظهر، فجعل رجل يقرأ بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} فلما


(١) "مصنف ابن أبي شيبة" (١/ ٣١٣ رقم ٣٥٨٢)، ورواه ابن ماجه في "سننه" (١/ ٢٧٧ رقم ٨٥٠)، وأحمد في "مسنده" (٣/ ٣٣٩ رقم ١٤٦٨٤)، وغيرهما من حديث جابر، وقال الحافظ في "الدراية" (١/ ١٦٢): وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف، وقد قال أبو حنيفة: ما رأيت أكذب منه، لكن تابعه ابن أبي سليم، قال البيهقي: ولم يتابعهما إلا من هو أضعف منها. وقال في "تلخيص الحبير": وله طرق عن جماعة من الصحابة وكلها معلولة.
(٢) "صحيح مسلم" (١/ ٢٩٨ رقم ٣٩٨).
(٣) ليست في "الأصل، ك"، والمثبت من "صحيح مسلم".

<<  <  ج: ص:  >  >>