دمشق فنزل على آل أبي كلثم الدوسي، فأتى المسجد فجلس في غربيِّه، فجلسنا إليه، فذكرنا الصلاة الوسطى، وقال أبو هريرة: اختلفنا فيها ... ". إلى آخره نحوه.
وأخرجه البزار أيضًا في "مسنده": وقال: لا نعلم روى أبو هاشم بن عتبة عن النبي - عليه السلام - إلا هذا الحديث وحديثًا آخر، وقال أبو موسى المديني في كتاب "الصحابة": أبو هاشم هذا له حديثان حسنان.
قلت: الأول: هو الحديث المذكور.
والثاني: هو ما أخرجه البغوي في "معجم الصحابة" (١): حدثني جدي، حدثنا عَبِيدة بن حميد، عن منصور بن المعتمر، عن أبي وائل، عن سمرة بن سهم، عن أبي هاشم بن عتبة وهو خال معاوية قال: "دخل عليه معاوية يعوده فبكى، فقال: ما يبكيك يا خال أمن وجع يشئزك، أم حرص على الدنيا فقد ذهب؟ فقال: على كل ولكن رسول الله - عليه السلام - عهد إلىَّ عهدًا فوددت أني كنت اتبعته، إن رسول الله - عليه السلام - قال لي: لعلك أن تدرك أموالًا تقسم، فإنما يكفيك من جمع المال خادم ومركبٌ في سبيل الله -عز وجل-، فوجدت فجمعت" انتهى.
قوله: "على آل أبي كلثم" ويقال فيه: أبو كلثوم أيضًا و"الدوسي" نسبة إلى دوس قبيلة من اليمن من الأزد، وأبو هريرة أيضًا دوسي.
قوله: "بفناء بيت رسول الله - عليه السلام -" فناء الدار بالكسر أمامها وهو الموضع المتسع الذي يرمى فيه ما يخرج من الدار.
قوله: "وكان جريئًا" من الجراءة والإقدام على الشيء من غير تجبين.
ص: حدثنا بن أبي داود، قال: ثنا أحمد بن جناب، قال: ثنا يونس، عن
(١) وأخرجه أحمد أيضًا في "مسنده" (٣/ ٤٤٣ رقم ١٥٧٠٢)، وهناد في "زهده" (١/ ٣١٥ رقم ٥٦٥) كلاهما من طريق الأعمش عن أبي وائل.