تلا فقْدُ هذا فقْدُ ذا مُتتابِعاً ... فشمْسٌ تلتْ بدْراً وأصْلٌ تلا غُصُنْ
خلا منْهُما النَّادي وكانا وقارَهُ ... فزُلْزِلَ رَضْوى واستُطِيرتْ به حَضَنْ
ولمْ يُبْقِ رَوْضي بعدَ هَلْكهِمَا الحَيَا ... وكُنْتُ أسَقِّي مِنْهُما السُّحُبَ الهُتُنْ
فَلِلَّهِ صبري بلْ شُجُوني فإنَّني ... نشَرْتُ اصْطِباراًوانْطَوَيْتُ على شجَنْ
بدا أعْظم الأرْزاء واكتَتَمَ الأسى ... فناقَضْتُ جُلَّ النَّاسِ في السِّر والعَلَنْ
فَقُلْتُ لجِسْمِي خالياً أنتَ والضَّنى ... وللرُّوحِ بِئسَ الرُّوح مالَك لمْ تَبِنْ
فقال فُؤادي هلْ أذُوبُ منَ الأَسَى ... فَقُلتُ تعَجَّلْ لا أبا لكَ وافْعَلَنْ
وقالتْ دُمُوعي هلْ أَفيضٌ وإنْ جَرى ... معي الدَّمُ مسْفُوحاً فقلتُ افعَلي وَإنْ
أبْعدَ يعيشٍ سلْوَةٌ وتَصَبُّرٌ ... لقدْ فَسَدَتْ عنْدي صنائعُهُ إذَنْ
فأيْنَ الأيادي السَّالِفاتُ التي بها ... شهيدٌ عليَّ الطِّفْلُ والكهْلُ واليَفَنْ
وأيْنَ حَنانٌ كنْتُ أعْرِفُهُ بهِ ... فيا قَلْبُ ما أشْجى عليهِ وما أحَنْ
وكمْ مِنَنٍ من دون مَنِّ تتابَعَتْ ... عليَّ لهُ، والنَّاسُ مَنٌّ بلا مِنَنْ
وكمْ منْ عظيمٍ قدْ وقاني بنفسه ... فهانَ ولولا عَطْفُهُ بِيَ لمْ يَهُنْ
سأُثْني عليه بالذي هُوَ أهلُهُ ... وإنْ يَكُ تَقْصِيرٌ فإقْصارُ ذي لسنْ
أبي ما أبي لا يُبْعِدِ اللهُ مثلَهُ ... وَمَنْ مِثْلُهُ ذو اليُسرِ في عُسْرَةِ الزَّمَنْ
جوادٌ يزينُ الجُودَ منْهُ تواَضُعٌ ... ففَوْقَ الذي أبْدى منَ الجُودِ ما أكَنْ
إذا سُئلَ المعروفَ أسْبَلَ وابِلا ... وإنْ هو لمْ يُسْألْ تفَجَّرَ أوْ هَتَنْ