الاسم لا يستحق ولا يستأهل لأن يطلق عليه إلا من كان موجودا واجب الوجود, فائض الجود, جامعا الصفات الإلهية منعوتا بنعوت الربوبية, فإن مفهومه: المستحق للعبادة, ولا يستحق لها, إلا من كان هذا شأنه.
وإحصاء الأخصين له: أن تستغرق قلوبهم بالله, فلا يلتفتون إلى أحد سواه, ولا يرجون ولا يخافون فيما يأتون ويذرون إلا إياه, لما فهموا من هذا الاسم أنه الحق الثابت, وأن كل ما عداه باطل هالك, لأنه ممكن, وكل ممكن من حيث ذاته لا وجود له, بل إنما وجوده من الجهة التي تلي الواجب تعالى, وإليه أشار تعالى حيث قال: {كل شيء هالك إلا وجهه} [القصص: ٨٨].
(الرحمن الرحيم)
اسمان بنيا للمبالغة من رحم: كالغضبان من غضب, والعليم من علم, والرحمة في اللغة: رقة قلب وانعطاف يقتضي التفضل والإحسان على من رق له.
وأسماء الله تعالى وصفاته, إنما تؤخذ باعتبار الغايات التي هي أفعال دون المبادئ التي تكون انفعالات, فرحمة الله على العباد, إما إرادة الإنعام عليهم, ودفع الضر عنهم, فيكون الاسمان من صفات الذات, أو نفس الإنعام والدفع, فيعودان إلى صفات الأفعال.
و (الرحمن) أبلغ من (الرحيم) , لزيادة بنائه, وذلك يؤخذ تارة