ونُبّئتُ ذا الأهدامِ يعوي ودونَهُ ... مِنَ الشأم زرّاعاتهُا وقُصورُها
إليّ ولم أترُك على الأرض حَيّةً ... ولا نابِحاً لا استَسرّ عَقورُها
عوَى بِشَقاً لابنَي بَحيرٍ ودونَنا ... نَضادٌ فأجبالُ الستارِ فنيرُها
ونُبّئتُ كَلبَ ابنَي حمُيضَةَ قد عَوى ... إليّ ونارُ الحَربِ تَغلي قُدورُها
قال: حاجب وحبيب ابنا حميضة بن بحير بن عامر بن مالك، وهما اللذان أمرا ذا الأهدام بهجاء
شبّة. وقال الفرزدق فيما كان بينه وبين قيس، حين قُتل قتيبة فهجاه جندل بن راعي الإبل، وذو
الأهدام الجعفري، فهجاهما الفرزدق، وهجا جريراً معهما أيضاً فقال:
محَتش الدّيارَ فأذهَبَتْ عَرَصاتهِا ... محوَ الصحيفَةِ بالبلىَ والمُورِ
قال: العرصة وسط الدار، ومثله ساحتها وباحتها كله بمعنى واحد. قال: والمور التراب الذي تأتي به
الريح الشديد الهبوب. قال أبو عبد الله: أول القصيدة: وروائم ولداً.
رِيحان يختلفان في طَرد الحَصا ... طَرداً لهُ بِعَشيّة وبُكورِ
ورَوائِم وَلداً ولم يُنتِجْنَهُ ... قد بِتنَ تحتَ وئيّة لِقُدورِ
قوله روائم، يعني عواطف قد تحنين ولداً، يعني الرماد. يقول تحنّت الأثافي عليه، وهن روائم. قال:
وذلك أنه شبهها بالنوق التي ترأمن أولادهن. وقوله لم يُنتجنه، يعني لم يلدنه، يقول: الأثافي لم تلد
ولداً. قال: والوئية القدر العظيمة الحافظة لما فيها. قال: وذلك يقال للمرأة المصلحة الحافظة لبيتها،
إنها امرأة وئية إذا كانت مصلحة.
وكأنّ حيثُ أصابَ مِنهُنّ الصّلَى ... كَلفٌ بِهنّ وراشِحٌ مِنْ قيرِ