للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

فقالا ارجعوا إنّا نخافُ عليكُمُ ... يدي كلّ سام مِنْ رَبيعَةَ شاغِبِ

سام، يعني مرتفع الشأن. ومنه سميت السماء لارتفاعها وسُموها. شاغب، أي أنف ذو شغب وجرأة.

فإلاّ تَعودوا لا تجيئوا ومِنكُمُ ... لهُ مسمعٌ غير القُروح الجَوالِبِ

ويروى فالاّ تَكرّوا. ويروى فإلا تفيئوا. يقول تُجدعون فتُقطّع آذانكم فتُقرّح. قال: والجالب من

القروح، الذي قد يبس جلد قرحته، كما قال النابغة الذبياني:

بهنّ كُلومٌ بَينْ دامٍ وجالِبِ

يقول: إلا تعودوا حتى ترجعوا من حيث جئتم، تكن هذه حالكم. يحذرهم ويخوّفهم، والمعنى يقول:

إنْ ذهبتم تخطبون إلى شيبان كما خطبت أنا، رجعتم مجدّعين. لأنه لا إبل لكم تسوقونها في المهور،

أنتم أصحاب معزى.

فلو كنتَ مِنْ أكفاء حَدراء لمْ تَلُمْ ... على دارِميّ بَين ليلى وغالِبِ

فَنَلْ مِثلَها مِنْ مِثلهِمْ ثُمّ لهُمُ ... بَمالَكَ مِنْ مالٍ مُراحٍ وعازِبِ

ويروى بقومك أو مال مراح وعازب. قال: والمراح الذي أريح على أهله من الرعي ليلاً، فبات عند

أربابه. قال والعازب الذي يبيت في الرعي.

وإنيّ لأخشى إنْ خَطَبتَ إليهمِ ... عليكَ الذي لاقَى يَسارُ الكَواعَب

ويروى لو خطبت، ويروى فإنا لنخشى. قال: وكان من حديث يسار، أنه كان عبداً لبني غدانة،

فأراد مولاته على نفسها، فنهته مرة بعد أخرى، فلما أبى إلا طلبها، أطمعته في نفسها، وواعدته أن

يأتيها

<<  <  ج: ص:  >  >>