أبو عبد الله، قال الفراء: الواو إذا انضمت همزت وإن كان الأصل غير مهموز.
فَحرَّكَ أَعْلاَ حَبْلِهِ بِحُشاشَةٍ ... ومِنْ فوقِهِ حضراءُ طامٍ بُحورُها
قوله بحشاشة، يقول حرك حبله حين نزل به الموت، ثم قال: ومن فوقه خضراء يعني اللجة.
والطامي الماء الكثير الذي قد طغى، وذلك إذا كثر وجاء بما لا طاقة به من قول الله عز وجب {إِنَّا
لَمَّا طَغَى الْمَاء}.
فَما جاءَ حتَّى مَجَّ والماءُ دُونَهُ ... مِنَ النَّفْسِ ألْواناً عبِيطاً نحيرُها
يقول فما جاء من قعر البحر حتى مج، أي قذف بنفسه فمات، كما يقال للرجل مج ريقه وبصق ريقه
سواء بمعنى واحد. وإنما أراد أنه مات فذهب من لسع الحية إياه.
إذا ما أرادُوا أنْ يُحِير مَدُوفةً ... أبَى مَنْ تقضَّى نفسُهُ لا يحيرُها
ويروى من ترقى نفسه، أي تصعد نفسه، أي تخرج من لهاته. يحيرها يسبغها. وقوله مدوفة يريد
ترياقة تداف. وقوله لا يحيرها يقول يردها إلى جوفه ولا يسيغها من عظم ما به من الوجع. قال ومن
أمثال العرب "أراك بشر ما أجار مشفر". يريد ما رد في الجوف. وقيل لأعرابي كيف أكلك؟ قال إني
لضعيف الأكل، غير أني أكبر القوم لقمة وأصغرهم إحارة أي سرعة ابتلاع.
فلمَّا أَرَوْها أُمَّهُ هانَ وجدُها ... رَجاءَ الغِنَى لمَّا أضاءَ مُنيرُها
يقول فلما أروها أمه، أي لما رأت أم الغواص الدرة، وأخبروها بموته هان وجدها على ابنها، لما
أملت من الغني، لما رأتها قد أضاء البيت