للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال عثمان: صدقت. قال لبيد: وكل نعيم لا محالة زائل.

قال عثمان: كذبت نعيم الجنة لا يزول. قال لبيد بن ربيعة: يا معشر قريش، والله ما كان يؤذى جليسكم فمتى حدث هذا فيكم؟

فقال رجل من القوم: إن هذا سفيه في سفهاء معه، قد فارقوا ديننا، فلا تجدن في نفسك من قوله، فرد عليه عثمان حتى شري أمرهما، فقام إليه ذلك الرجل فلطم عينه فخضرها، والوليد بن المغيرة قريب يرى ما بلغ من عثمان، فقال: أما والله يا ابن أخي إن كانت عينك عما أصابها لغنية، لقد كنت في ذمة منيعة، قال: يقول عثمان: بل والله إن عيني الصحيحة لفقيرة إلى مثل ما أصاب أختها في الله، وإني لفي جوار من هو أعز منك وأقدر يا أبا عبد شمس، فقال له الوليد: هلم يا ابن أخي إن شئت فعد إلى جوارك، فقال: لا" (١).

١٢١ - ومن حديث أبي هريرة قال: قال النبي :

(أصدق كلمة قالها شاعر كلمة لبيد: ألا كل شيء ما خلا الله باطل، وكاد أمية بن أبي الصلت أن يسلم) (٢).

وقال الحافظ في الفتح معلقًا على هذا الحديث: وفي إيراد البخاري هذا الحديث في هذا الباب تلميح بما وقع لعثمان بن مظعون بسبب هذا البيت مع ناظمه لبيد بن ربيعة قبل إسلامه والنبي يومئذ بمكة وقريش في غاية الأذية للمسلمين".

ثم ذكر الحافظ رواية ابن إسحاق الآنفة الذكر عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف (٣).


(١) أخرجه ابن هشام في السيرة: ١/ ٣٧٠ - ٣٧١ وقد صرح ابن إسحاق بالسماع وسنده منقطع وأخرجه أبو نعيم في الحلية: ١/ ١٠٣ - ١٠٤من طريق ابن إسحاق، وأخرجه البيهقي في الدلائل: ٢/ ٢٩٢ من طريق موسى بن عقبة والطبراني في الكبير: ٩/ ٢١ - ٢٤ مرسلًا، من طريق عروة وقال الهيثمي في المجمع: ٦/ ٣٢ - ٣٤ وفيه ابن لهيعة.
وصالح بن عبد الرحمن بن عوف، هو أبو عبد الرحمن المدني ثقه من الخامسة التقريب: ١/ ٣٥٨ شري: زاد وعظم.
(٢) أخرجه البخاري في مناقب الأنصار باب أيام الجاهلية رقم: ٣٨٤٩ فتح الباري: ٧/ ١٤٩، ومسلم في كتاب الشعر رقم: ٢٢٥٦، والترمذي في الأدب باب في إنشاد الشعر: ٢٨٤٩ وقال حسن صحيح، وابن ماجه في الأدب باب الشعر رقم: ٣٧٥٧، وأحمد: ٢/ ٢٤٨، ٢٩١، ٢٩٣، ٤٤٤، ٤٥٨،٤٧٠، ٤٨١.
(٣) الفتح: ٧/ ١٥٣.

<<  <   >  >>