للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهي في حق المتوجهين من المدينة ذُو الحُليْفَةَ (١)، وهو على عشر مراحل، من مكة وعلى ميل من المدينة، وفي حق المتوجهين من الشَّام (٢) ومصر (٣) والمغرب الجُحْفَة (٤) وهي على خمسين فرسخاً من مكَّة، وفي حق المتوجهين من تُهامة اليمن (٥) يَلَمْلم، وقد يسمى أَلَمْلَم، وفي حق المتوجهين من نجد اليمن، ونجد (٦) الحجاز


(١) [ذُو الحُلَيْفة، بضم الحاء وفتح اللام، موضع معروف، مشهور بينه ويين المدينة سنة أميال، وقيل: سبعة نقله عياض وغيره] ينظر المطلع ص (١٦٤).
(٢) الشام: إقليم معروف، يقال مسهلاً ومهموزاً، وشآم بهمزة وبعدها مدة، نقل الثلاثة صاحب "المطالع". قال الجوهري: الشام بلاد، يذكر وتؤنث، ورجل شامي، وشآم على فعالٍ، وشامي، أيضاً. حكاه سيبويه. وفي تسميتها بذلك ثلاثة أقوال:
أحدها: أنها سُمَّيت بسام بن نوح؛ لأنه أول مَنْ نزلها، فجعلت السين شيئاً تغييراً للفظ الأعجمي.
والثاني: أنها سُمِّيت بذلك لكثرة قراها، وتداني بَعْضها من بعض، فَشُبِّهت بالشَّامات.
والثالث: أنها سُميت بذلك، لأن باب الكعبة مستقبل المَطْلع، فمن قابل طلوع الشمس، كانت اليمن عن يمينه، والشام عن يده الشُّؤْمَي ينظر المطلع ص (١٦٤).
(٣) ومصر: المدينة المعروفة، تذكر وتؤنث عن ابن السِّراج، ويجوز صَرْفه وترك صرفه. قال أبو البقاء، في قوله تعالى: {اهْبِطُوا مِصْرًا} (سورة البقرة، الآية ٦١)، "مصراً": نكرة، فلذلك انصرف. وقيل: هو معرفة، وصرف لسكون أوسطه، وتَرْكَ الصَرْف جائز، وقد قرئ به، وهو مثل: هِنْدٍ، ودَعْدٍ. وفي تسميتها بذلك قولان:
أحدهما: أنها سميت بذلك؛ لأنها آخر حدود المشرق، وأول حدود المغرب، فهيَ حد بينهما. والمِصْر: الحد، قاله المفضَّل الضبي.
والثاني: أنها سُميت بذلك، لقصد الناس إياها، لقولهم: مَصَرْتُ الشاة، إذا: حَلْبتها، فالناس يقصِدُونها، ولا يكادون يَرْغبون عنها إذا نزلوها، حكاه ابن فارس عن قوم ينظر المطلع ص (١٦٤، ١٦٥).
(٤) والجحفة. بجيم مضمومة، ثم حاء مهملة ساكنة.
قال صاحب "المطالع": هي قرية جامعة، بها منبر على طريق المدينة من "مكة"، وهي مَهْيَعَة وسُمَّيت الجُحْفَة، لأن السيل اجتحفها، وحمل أهلها، وهي على ستة أميال من البحر، وثماني مراحل من المدينة. وقيل: نحر سبع مراحل من "المدينة"، وثلاث من "مكة" ينظر المطلع ص (١٦٥).
(٥) قال صاحب "المطالع": اليمن: كل ما كان عن يَمين الكعبة من بلاد الغور. قال الجوهري: اليَمَن: بلاد العرب، والنِّسبة إليها يَمَني، ويمان، مخففة، والألف عِوَض عن ياء النَّسب، فلا يجتمعان. قال سيبويه: وبعضهم يقول: يمانيّ بالتشديد. قال أمية بن خلف] الوافر:
يَمَانِيّاً يَظَلُّ يَشُد كِيراً ... وَينْفُخُ دَائماً لَهَبَ الشّواظ
ينظر المطلع ص (١٦٥).
(٦) نَجد، بفتح النون، وسكون الجيم، قال صاحب "المطالع": وهو ما بين جُرَش إلى سواد "الكوفة"، وحدُّه مما يلي المغرب: الحجاز، على يسار الكعبة، ونجد كلها من عمل اليمامة. =

<<  <  ج: ص:  >  >>