للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالله يلزمه أن يعترف بأن توفيق الله تعالى له هو الذي كانت الأعمال الصالحة عنه، فإذا من بذلك فقد جحد لله سبحانه وتعالى كرم صنعه.

* وأما المنفق سلعته فإن غر أخاه وغشه في معاملته، ولم يرض بذلك حتى زاده غرورًا بأن حلف له بالله عز وجل كذبًا، فباع أمانته، وخفر ذمة نفسه، وأسخط ربه فيما فعل من ذلك، ولقد ختم ذلك بيمين فاجرة في شيء زهيد، لأن الدنيا بأسرها في هذا المقام حقيرة فكيف لشيء منها.

-٣٧٠ -

الحديث الثالث:

[عن أبي ذر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إني لأعلم آخر أهل الجنة دخولًا الجنة، وآخر أهل النار خروجًا منها، رجل يؤتى به يوم القيامة، فيقال: اعرضوا عليه صغار ذنوبه، (١٧٤/ ب)، وارفعوا عنه كبارها، فتعرض عليه صغار ذنوبه. فيقال عملت يوم كذا وكذا، كذا وكذا، وعملت يوم كذا وكذا، كذا وكذا؟ فيقول: نعم، لا يستطيع أن ينكر، وهو مشفق من كبار ذنوبه أن تعرض عليه، فيقال له: فإن لك مكان كل سيئة حسنة فيقول: رب! قد عملت أشياء لا أراها ها هنا، فلقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يضحك حتى بدت نواجذه)].

* وقد تقدم فيما مضى شرح حال الرجل الذي هو آخر أهل الجنة دخولًا وآخر أهل النار خروجًا في موضعين من مسند ابن مسعود، فإن كان هذا الرجل هو ذاك ثم قد ذكر كل من الرواة طرفًا من حاله، فلا يبعد، إذ ليس يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن رجل أنه آخر أهل النار خروجًا منها، ويخرج بعده أحد، فإذا ذكر ذلك في أحاديث متفرقة دل على أن الحكاية في الأحاديث الثلاثة إنما هي عن

<<  <  ج: ص:  >  >>