لعمر: أما تراه؟ فجعل لا يراه. قال: يقول عمر: سأراه وأنا مستلق على فراشي، ثم أنشأ يحدثنا عن أهل بدر قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يرينا مصارع أهل بدر بالأمس؛ يقول:(هذا مصرع فلان غدًا إن شاء الله، وهذا مصرع فلان إن شاء الله؛ قال عمر: فوالذي بعثه بالحق ما أخطأوا الحدود التي حدها رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فجعلوا في بئر بعضهم على بعض، فانطلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى انتهى إليهم فقال: (يا فلان بن فلان، يا فلان بن فلان، هل وجدتم ما وعدكم الله ورسوله حقًا؟ فإني وجدت ما وعدني ربي حقًا)، فقال عمر: يا رسول الله، كيف تكلم أجسادًا لا أرواح فيها؟ فقال:(ما أنتم بأسمع لما أقول منهم، غير أنهم لا يستطيعون أن يردوا علي شيئًا)].
* فيه من الفقه أن الهلال إذا رآه واحد (٦٩/ ب) كفى في أول الشهر إذا كان عدلا؛ ألا ترى إلى عمر رضي الله عنه لما كرر له القول أن انظر قال: إني سأراه وأنا مستلق على فراشي.
* وفيه أيضًا جواز اتخاذ الفراش.
* وفيه دليل على نبوة محمد - صلى الله عليه وسلم - لإخباره بمصارع المشركين الذين قتلوا في يوم بدر من قبل ذلك، وعلمه بمصر كل واحد وبقعته من الأرض. وهذا مما يدل أيضًا على ما ذهبت إليه في تأويل قوله - صلى الله عليه وسلم -: (أنجز لي ما وعدتني). وقوله:(إن تهلك هذه العصابة .. لا تعبد في الأرض؟!).
* وفيه من الفقه أن الموتى يسمعون كلام الأحياء؛ ولكن لا يقدرون على الإجابة.