للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

١٤٨١٣ - حدثنا عليُّ بن المباركِ، قال: ثنا زيدُ بن المباركِ، قال: ثنا عبدُالملكِ بن عبدِالرحمنِ الذِّمَاريُّ، قال: ثنا القاسمُ بن معنٍ، عن هشامِ بن عُروةَ، عن أبيه، قال: لما مات معاويةُ، تَثاقَل عبدُالله بن الزُّبيرِ عن طاعةِ يزيدَ بن معاويةَ، وأَظهر شَتْمَهُ، فبلغ ذلك ⦗١٨٣⦘ يزيدَ، فأقسم: لا يُؤتى به إلا مغلولاً، وإلا أَرسل إليه (١) . [فقيل] (٢) لابن الزُّبيرِ: ألا نَصنعُ لك أغلالاً من فضةٍ تَلْبَسُ عليها الثوبَ، وتَبَرُّ قَسَمَهُ؛ فالصُّلحُ أجملُ بك؟! قال: فلا أَبَرُّ- واللهِ- قَسَمَهُ، ثم قال (٣) :

وَلَا أَلِينُ لِغَيْرِ الحَقِّ أَسْأَلُهُ ... حَتَّى يَلِينَ لِضِرْسِ المَاضِغِ الحَجَرُ

ثم قال: والله لَضربةٌ بسيفٍ في/ عِزٍّ أحبُّ إليَّ من ضربةٍ [بِسَوْطٍ] (٤) في ذلٍّ. ثم دعا إلى نفسِه، وأَظهر الخلافَ ليزيدَ بن معاويةَ، فوَجَّه إليه يزيدُ بن معاويةَ مسلمَ بن عقبةَ المُرِّيَّ في جيشِ أهلِ الشامِ، وأمره بقتالِ أهلِ المدينةِ، فإذا فَرَغَ من ذلك سار إلى مكةَ. [س: ١٩/أ]

قال: فدخل مسلمُ بن عقبةَ المدينةَ، وهَرب منه بقايا أصحابِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وعبث فيها وأسرف في القتلِ (٥) ، ثم خرج منها، فلما ⦗١٨٤⦘ كان في بعضِ الطريقِ إلى مكةَ مات، واستخلف (٦) حُصينَ بن نُميرٍ الكِنْديَّ، وقال له: يا ابن بردعةِ الحمارِ، احْذَرْ [خدائعَ] (٧) قريشٍ، ولا تُعامِلْهم إلا [بالثِّقافِ] (٨) ، ثم [بالقِطافِ] (٩) .

فمضى حُصينٌ حتى ورد مكةَ فقاتل بها ابنَ الزُّبيرِ أيامًا، وضرب ابنُ الزُّبيرِ فُِسْطاطًا في المسجدِ، فكان فيه نساءٌ يَسقين الجرحى [ويُداوينهم] (١٠) ، ويُطعمْنَ الجائعَ، ويَكتُمْنَ إليهنّ المجروحَ. فقال حُصينٌ: ما يزالُ يخرجُ علينا من ذلك الفُِسْطاطِ أَسدٌ كما (١١) يخرجُ من عرينِه، فمن يَكفينيه؟ فقال رجلٌ من أهلِ الشامِ: أنا. فلما جنَّ عليه ⦗١٨٥⦘ الليلُ وضع شمعةً في طرفِ رُمحِهِ، ثم ضرب فرسَه، ثم طعن الفُِسطاطَ فالتهب نارًا، والكعبةُ يومئذٍ مُؤزَّرةٌ بالطَّنافِسِ (١٢) ، وعلى أعلاها [الحِبَرةُ] (١٣) ، فطارتِ الريحُ باللهبِ على الكعبةِ (١٤) ، حتى احترقتْ، واحترق فيها يومئذٍ قرنا الكبشِ الذي فُديَ به إسحاقُ (١٥) .

قال: وبلغ حصينَ بن نميرٍ موتُ يزيدَ بن معاويةَ، فهرب حصينُ ابن نميرٍ. فلما مات يزيدُ بن معاويةَ دعا مروانُ بن الحكمِ إلى نفسِهِ، فأجابه أهلُ حِمْصٍ وأهلُ الأُرْدُنِّ وفلسطينَ، فوَجَّهَ إليه ابنُ الزُّبيرِ الضَّحَّاكَ بن قيسٍ الفِهريَّ في مئةِ ألفٍ، فالتقَوْا بمرجِ راهطٍ، ومروانُ يومئذٍ في خمسةِ آلافٍ من بني أميةَ ومواليهم وأتباعِهم من أهلِ الشامِ، فقال مروانُ لمولًى له- يقال له: كرة-: احمل على أيِّ الطرفين شئتَ، فقال: كيف أحملُ على هؤلاء؟ لكثرتِهم، قال: هم من بين مكرهٍ ومستأجَرٍ، احملْ عليهم لا أمَّ لكَ، فيكفيك الطِّعان الناصع الجندل، هم يكفونكَ أنفسَهم؛ إنما هؤلاء عبيدُ الدينارِ والدرهمِ. ⦗١٨٦⦘ فحمل عليهم فهزمهم، وقُتل الضَّحّاكُ بن قيسٍ، وانصدع الجيشُ؛ ففي ذلك يقولُ زُفَرُ بن الحارثِ (١٦) :

لَعَمْرِي لَقَدْ أَبْقَتْ وَقِيعَةُ رَاهِطٍ ... لِمَرْوَانَ صَرْعَى بَيْنَنَا مُتَنَائِيَا (١٧)

أَبِيني (١٨) سِلَاحِي لَا أَبَا لَكِ إِنَّنِي ... أَرَى الحَرْبَ لَا يَزْدَادُ (١٩) إِلَاّ تَمَادِيَا

وَقَدْ يَنْبُتُ المَرْعَى عَلَى دِمَن الثَّرَى ... وَتَبْقَى حَزَازَاتُ النُّفُوسِ كَمَا هِيَا

وفيه يقولُ أيضًا (٢٠) : ⦗١٨٧⦘

أَفِي الحَقِّ أَمَّا بَحْدَلٌ وَابْنُ بَحْدَلٍ (٢١) ... فَيَحْيَا وَأَمَّا ابْنُ الزُّبَيرِ فَيُقْتَلُ

[كَذَبْتُمْ] (٢٢) وَبَيْتِ الله لَا تَقْتُلُونَهُ ... وَلَمَّا يَكُنْ يَوْمٌ أَغَرُّ مُحَجَّلُ

وَلَمَّا يَكُنْ لِلْمَشْرَفِيَّةِ فِيكُمُ و ... شُعَاعٌ كَنُورِ الشَّمْسِ حِينَ يُرَجَّلُ (٢٣)

قال: ثم مات مروانُ، فدعا عبدُالملكِ إلى نفسِهِ وقام، فأجابه أهلُ الشامِ، فخطب على المنبرِ وقال: مَن لابن الزُّبيرِ منكم؟ فقال الحجّاجُ: أنا يا أميرَ المؤمنينَ، فأسكته، ثم عاد فأسكته، فقال: أنا يا أميرَ المؤمنين؛ فإني رأيتُ في النومِ أني انتزعتُ جُبتَه فلبستُها. / [س: ١٩/ب]

فعقد له في الجيشِ إلى مكةَ، حتى وردها على ابن الزُّبيرِ، [فقاتله] (٢٤) بها، فقال ابن الزُّبيرِ لأهلِ مكةَ: احفظوا هذين الجبلينِ؛ فإنكم لن تزالوا بخيرٍ أعزةً ما لم يَظهروا عليهما. قال: فلم يَلْبَثُوا أنْ ظهر الحجّاجُ ومَن معه على "أبي قبيسٍ"، ونصب عليه المنجنيقَ، فكان يرمي به ابنَ الزُّبيرِ ومَن معه في المسجدِ.

فلمّا كان الغداةُ (٢٥) التي قُتل فيها ابن الزُّبيرِ دخل ابن الزُّبيرِ على ⦗١٨٨⦘ أمِّه أسماءَ بنت أبي بكرٍ، وهي يومئذٍ ابنةُ مئةِ سنةً لم يَسقُطْ لها سنٌّ، ولم يَفسَدْ لها بصرٌ، فقالت لابنِها: يا عبدَالله، ما فعلتَ في حربِكَ؟ قال: بلغوا مكانَ كذا وكذا. قال: وضحك ابن الزُّبيرِ، فقال: إنّ في الموتِ لراحةً، فقالت: يا بُنيَّ، لعلَّكَ تَتمنّاه لي! ما أحبُّ أنْ أموتَ حتى آتيَ على أحدِ طرفَيْكَ: إما أنْ تملكَ؛ فتقرَّ ُبذلك عيني، وإمَّا أنْ تُقتلَ؛ فأَحتسبَُكَ. قال: فودَّعها، فقالت له: يا بُنيَّ، إياكَ أن تعطيَ خَصلةً من دينِكَ مخافةَ القتلِ.

وخرج عنها فدخل المسجدَ، وقد جَعل مِصْراعَينِ على الحجرِ الأسودِ يَتقي أنْ يصيبَه المنجنيقُ. وأتى ابنَ الزُّبيرِ آتٍ وهو جالسٌ عندَ الحجرِ فقال له: أَلَا نفتحُ لك الكعبةَ فتصعدَ فيها؟! فنظر إليه عبدُالله ثم قال له: مِن كلِّ شيءٍ تحفظُ أخاك إلا مِن نَفسِهِ- يعني: من أَجَلِهِ- وهل للكعبةِ حرمةٌ ليست لهذا المكانِ؟! والله لو وجدوكم متعلِّقين بأستارِ الكعبةِ لقَتَلوكم! فقيل له: ألا تُكلِّمُهم في الصلحِ؟ فقال: أَوَحينُ صُلحٍ هذا؟! والله لو وجدوكم في جَوفِها لذبحوكم جميعًا! ثم أنشأ يقولُ (٢٦) :

وَلَسْتُ بِمُبْتَاعِ الحَيَاةِ بِسُبَّةٍ ... [وَلَا مُرْتَقٍ] (٢٧) مِنْ خَشْيَةِ المَوْتِ سُلَّمَا ⦗١٨٩⦘

أُنَافِسُ سهما انه غَيْرَ بَارِحٍ (٢٨) ... مُلَاقِي المَنَايَا أَيَّ صَرْفٍ تَيَمَّمَا

ثم أقبل على [آلِ] (٢٩) الزُّبيرِ يَعِظُهم، ويقولُ: ليُكِنَّ أَحدُكم سيفَهُ كما يُكِنُّ وجهَه، لا يُنَكِّسْ سَيفَه فيدفعَ عن نفسِهِ بيدِهِ [كأنه امرأةٌ] (٣٠) ، والله ما لقيتُ زحفًا قطُّ إلا في الرعيلِ الأولِ، وما أَلِمْتُ جُرْحًا قط إلا أن آلمَ الدواءَ.

قال: فبينما هم كذلك، إذ دخل عليهم نفرٌ من بابِ بني جُمَحٍ [فيهم أَسودُ] (٣١) ، فقال: مَن هؤلاء؟ قيل: أهلُ حِمْصٍ، فحمل عليهم ومعه سيفانِ، فأولُ من لقيه الأسودُ، فضربه بسيفِهِ حتى أطنَّ رِجلَه، فقال الأسودُ: أخّ (٣٢) ! يا ابن الزَّانيةِ! فقال له ابن الزُّبيرِ: اخسأْ يا ابن حامٍ! أسماءُ زانيةٌ؟! ثم أخرجهم من المسجدِ، وانصرف، [فإذا بقومٍ قد دخلوا من بابِ بني سهمٍ، فقال: مَن هؤلاء؟ فقيل: أهلُ الأُرْدُنِّ، فحمل عليهم وهو يقولُ: ⦗١٩٠⦘

لَا عَهْدَ لِي بِغَارَةٍ مِثْلِ السَّيْلْ

لا يَنْجَلِي غُبَارُها حَتَّى اللَّيْلْ

فأخرجهم من المسجدِ] (٣٣) ، فإذا بقومٍ قد دخلوا من بابِ بني مخزومٍ، فحمل عليهم، وهو يقولُ (٣٤) :

لَوْ كَانَ قِرْنِي (٣٥) وَاحِدًا كَفَيْتُهُ

قال: وعلى ظهرِ المسجدِ مِن أعوانِهِ مَن يَرمي عدوَّهُ بالآجُرِّ وغيرِه، فحمل عليهم، فأَصابتْه آجُرّةٌ في مَفْرَِقِهِ حتى فلقتْ رأسَهُ، فوقف قائمًا وهو يقولُ (٣٦) :

وَلَسْنَا عَلَى الأَعْقَابِ تَدْمَى كُلُومُنَا ... وَلَكِنْ عَلَى أَقْدَامِنَا تَقْطُرُ الدَِّمَا

قال: ثم وقع، فأكبَّ عليه مُواليَانِ (٣٧) له وهما يقولان (٣٨) :

العَبْدُ يَحْمِي رَبَّهُ وَيَحْتَمِي

قال: ثم سِيرَ إليه فحُزَّ رأسُهُ.


[١٤٨١٣] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٧/٢٥٢-٢٥٥) ، ثم قال: «رواه الطبراني، وفيه عبد الملك بن عبد الرحمن الذماري؛ وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه أبو زرعة وغيره» .
ورواه أبو نعيم في "الحلية" (١/٣٣١) ، وفي "معرفة الصحابة" (٤١٤٤) من طريق المصنِّف مختصرًا، ومن طريق أبي نعيم رواه ابن عساكر (٢٨/٢٢٩) .
ورواه الحاكم في "المستدرك" (٣/٥٥٠) عن محمد بن علي بن عبد الحميد الصنعاني، عن علي بن المبارك الصنعاني، عن عبد الملك بن عبد الرحمن الذماري، به، ولم يذكر في إسناده: «زيد بن المبارك» .
ورواه الفاكهي في "أخبار مكة" (١٦٥٢) من طريق مهدي بن أبي المهدي، عن عبد الملك الذماري، به.
ورواه ابن أبي شيبة (٢٦٤٨١ و٣٨٣٣٢) مختصرًا، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (١/٣٣٣) ، وفي "معرفة الصحابة" (٤١٤٢) مختصرًا؛ من طريق عبد العزيز بن معاوية؛ كلاهما (ابن أبي شيبة، وعبد العزيز) عن جعفر بن عون، عن هشام بن عروة، به، إلا أن ابن أبي شيبة لم يذكر «عروة» في إسناده. ⦗١٨٣⦘
ورواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (٥٨٥) ، والحاكم في "المستدرك" (٣/٥٥٠) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٢٨/٢٠٩) ؛ من طريق شعيب بن إسحاق، وابن عبد البر في "الاستيعاب" (ص ٤٠٠-٤٠١) من طريق عبد الله بن الأجلح؛ كلاهما (شعيب، وعبد الله) عن هشام بن عروة، به، وتصحف «شعيب بن إسحاق» في "المستدرك" إلى: «سعيد بن أبي إسحاق السبيعي» .
(١) أي: أرسل إليه مَن يأتي به عنوة. وفيه حذف المفعول به، لفهمه من السياق. وانظر التعليق على الحديث [١٤٨٤٣] .
(٢) في الأصل: «فتيل» ، والمثبت من مصادر التخريج.
(٣) البيت من بحر البسيط.
(٤) في الأصل: «بسيف» ، والتصويب من مصادر التخريج.
(٥) كذا ورد في هذه الرواية الضعيفة، وأسوأ منها: ما ذكرته بعض المصادر التاريخية في قصة إرسال مسلم بن عقبة إلى المدينة، ومحاربته لأهلها الذين خلعوا بيعة يزيد: أن مسلم بن عقبة أباح المدينة لجنوده ثلاثة أيام؛ يقتلون، وينهبون، ويفجرون بالنساء، وهذا خبر كذب ليس له سند يثبت به، وإنما يرويه الأخباريون التالفون ⦗١٨٤⦘ الهلكى؛ أمثال أبي مخنف لوط بن يحيى، وحاشا أهل ذلك العصر الذي هو خير القرون أن يقع بينهم مثل هذا الحدث العظيم وينتهي هكذا! ولو حصل مثل هذا الحدثِ لوجدنا الأسانيد تصيح به، ولا يبقى نقله محصورًا في أبي مخنف خسفه الله في قعر جهنم. وقد أتى الدكتور الفاضل حمد بن محمد العريفان على هذه الحادثة، وهدم بناءها من أساسه، وبيَّن بطلانها في كتاب طبع عام ١٤٠٣هـ بمكتبة ابن تيمية بالكويت؛ بعنوان: "إباحة المدينة وحريق الكعبة في عهد يزيد، بين المصادر القديمة والحديثة"، فليراجعه من شاء.
(٦) من قوله: «فوجَّه إليه يزيدُ بن معاوية مسلمَ بن عقبة ... » إلى هنا، ليس في "الحلية"، وفيها: «فبعث إليه يزيد حصين بن نمير الكندي ... » إلخ.
(٧) في الأصل: «مدافع» ، والتصويب من "الحلية" و"تاريخ دمشق".
(٨) في الأصل: «بالنقاف» ، والمثبت من مصادر التخريج. والثقاف: ما تسوّى به الرماح والقِسي، وهي حديدة - وقيل: خشبة قوية - تكون مع القَّوَّاس والرَّمَّاح يقوِّم بها الشيء المعوجَّ. انظر: "تاج العروس" (ث ق ف) .
(٩) في الأصل: «بالقطان» غير منقوطة النون، والمثبت من مصادر التخريج. ومعنى قوله: «لا تعاملهم إلا بالثقاف ثم بالقطاف» أي: لا تعاملهم إلا بالشدّة، ثم بالقتل. وروي عن الحجاج أنه قال في خطبته: «إني أرى رؤوسًا قد أينعت وحان قطافها» ؛ قال الخليل في "العين" (٥/١٠٥) : «والقَطْف: قَطْفُك العنب وغيره. وكل شيء تقطفه عن شيءٍ فقد قطفتَه، حتى الجراد تقطِفُ رؤوسها ... والقِطَاف: اسم وقت القطف» ثم ذكر قول الحجاج في خطبته.
(١٠) في الأصل: «ويداويهم» ، والتصويب من مصادر التخريج.
(١١) في "مجمع الزوائد" و"تاريخ دمشق" وبقية المصادر: «كأنما» . ⦗١٨٥⦘
(١٢) الطنافس: جمع طنفسة، وهي البساط الذي له خمل رقيق. انظر: "المصباح المنير" (ط ن ف س) .
(١٣) في الأصل: «الحمرة» ، وفي "المستدرك: «الجرة» . والتصويب من "مجمع الزوائد" و"تاريخ دمشق". والحِبَرة: بُرُد يمانية، مَوْشية مخططة، قيل: لونها أخضر. وهي من التحبير؛ وهو التحسين. والجمع: حِبَر؛ كعِنَبة وعِنَب. "مشارق الأنوار" (١/١٧٥) ، و"فتح الباري" (١٠/٢٧٧) ، و"تاج العروس" (ح ب ر) .
(١٤) لم يثبت أن أهل الشام أحرقوا الكعبة، وإنما جاء هذا في هذا الحديث الضعيف، وانظر ما كتبه الدكتور حمد العريفان في كتابه الذي تقدمت الإشارة إليه في الصفحة السابقة.
(١٥) كذا في الأصل، وكذا في مصادر التخريج. والأرجح أن الذبيح هو إسماعيل عليه السلام؛ قال ابن كثير في تفسير قوله تعالى: {وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ *} [الصَّافات: ١٠٧] : «وقد ذهب جماعة من أهل العلم إلى أن الذبيح هو إسحاق، وحكي ذلك عن طائفة ⦗١٨٦⦘ من السلف حتى نقل عن بعض الصحابة أيضًا، وليس ذلك في كتاب ولا سنة، وما أظن ذلك تُلُقي إلا عن أحبار أهل الكتاب، وأُخذ ذلك مسلَّمًا من غير حجة، وهذا كتاب الله شاهد ومرشد إلى أنه إسماعيل، فإنه ذكر البشارة بالغلام الحليم في الآيات [١٠١-١١١] من سورة الصافات، وذكر أنه الذبيح، ثم قال بعد ذلك: {وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ *} [الصَّافات: ١١٢] ... » إلى آخر ما قال. ثم أورد رحمه الله أدلة من قال: إنه إسحاق، ومن قال: إنه إسماعيل، ثم قال: «وهو الصحيح المقطوع به» . انظر "تفسير ابن كثير" سورة الصافات.
(١٦) الأبيات من بحر الطويل.
(١٧) كذا في الأصل و"مجمع الزوائد"، والشطر في "تاريخ دمشق": «لمروان صدعًا بينًا متنائيا» ، ومثله في "أخبار مكة"، إلا أنه قال: «متباينا» . وفي "المستدرك": «لمروان صرعى واقعات وسابيا» ، وليست الأبيات في "الحلية".
(١٨) في "مجمع الزوائد": «أتنسى» ، وفي "المستدرك": «أمضي» ، وليس البيت في "أخبار مكة".
(١٩) كذا في الأصل و"المستدرك" و"تاريخ دمشق"، والجادة: «لا تزداد» كما في "مجمع الزوائد". وما في الأصل يتوجه على أن تأنيث الفعل هنا غير واجب، وانظر التعليق على الحديث [١٤٦٤٧] .
ويتوجه أيضًا بالحمل على المعنى بتذكير المؤنث؛ حمل «الحرب» على معنى «القتال» كأنه قال: «أرى القتال لا يزداد إلا تماديًا» ، وانظر في الحمل على المعنى: التعليق على الحديث [١٣٦٦٦] .
(٢٠) الأبيات من بحر الطويل. ⦗١٨٧⦘
(٢١) بحدل هو: ابن أُنيف من بني حارثة بن جناب الكلبي جدُّ يزيد بن معاوية، أبو أمه ميسون بنت بحدل. ومن ولده حسان بن مالك بن بحدل الذي شد الخلافة لمروان. وانظر: "تاريخ مدينة دمشق" (١٢/٤٤٨) .
(٢٢) في الأصل: «تحدهم» ، والمثبت من مصادر التخريج.
(٢٣) كذا في الأصل، بالياء، وفي مصادر التخريج: «ترجل» . والمراد: أنه يرتفع نورها؛ شبهه بارتفاع الرجل عن الصِّبا إلى الرجولة. ومنه: ترجَّل النهار. انظر: "النهاية" (٢/٢٠٣) ، و"تاج العروس" (ر ج ل) .
(٢٤) في الأصل: «فقاتلو» .
(٢٥) كذا في الأصل وأكثر مصادر التخريج، والجادة: «كانت الغداةُ» ؛ كما في ⦗١٨٨⦘ "مجمع الزوائد"، وما في الأصل عربي جائز، تقدم التعليق على نحوه في الحديث [١٤٣٢٧] . و «كان» هنا تامة، و «الغداة» فاعلٌ.
(٢٦) البيتان من بحر الطويل.
(٢٧) في الأصل: «الا موتق» غير منقوطة التاء، والتصويب من مصادر التخريج. ⦗١٨٩⦘
(٢٨) كذا في الأصل، وكذا في جميع مصادر التخريج التي ذكرت البيت، غير "أخبار مكة" ففيه: «أنا لَابنُ أسما إنه غير نازحٍ» ، وسقط «سهما» من "المستدرك". والبيتان تمثلهما ابن الزبير رضي الله عنه، وغيَّر فيهما، وأصلهما من قصيدة للحُصين بن الحُمَام المُرِّي في "المفضليات" (ص ٦٤-٦٩) ، وهما:
أَبَى لاِبنِ سَلْمى أنه غيرُ خالدٍ ... ملاقي المنايا أي صرفٍ تَيَمَّمَا
فلستُ بمبتاعِ الحياةِ بسُبَّةٍ ... ولا مبتغٍ من رهبةِ الموتِ سُلَّمَا
(٢٩) في الأصل: «ابن» ، والتصويب من مصادر التخريج.
(٣٠) في الأصل: «غاية أمره» ، والتصويب من مصادر التخريج.
(٣١) ما بين المعقوفين ليس في الأصل و"الحلية"، واستدركناه من "مجمع الزوائد" و"تاريخ دمشق"، و"أخبار مكة". وسيأتي في السطر التالي بلام العهد: «الأسود» .
(٣٢) «أخّ» كلمة تكَرُّهٍ وتوجُّع وتأوُّه. "تاج العروس" (أخ خ) . ⦗١٩٠⦘
(٣٣) ما بين المعقوفين سقط من الأصل، فاستدركناه من "مجمع الزوائد" ومن مصادر التخريج، غير "الحلية" و"أخبار مكة". ولعله سقط بسبب انتقال النظر.
(٣٤) من الرجز، وهو لدويد بن زيد بن نهد؛ كما في "طبقات فحول الشعراء" (١/٣١) ، و"القاموس المحيط" (د ود) ؛ وفيهما أنه قال وهو يُحتضر:
اليَوْمَ يُبْنَى لِدُوَيْدٍ بَيْتُهُ
لَوْ كَانَ للدَّهْرِ بِلًى أَبْلَيْتُهُ
أَو كَانَ قِرْنِي واحدًا كَفَيتُهُ
(٣٥) القِرْن: الكُفْء والنظير. "تاج العروس" (ق ر ن) .
(٣٦) من بحر الطويل. والبيت للحُصَين بن الحُمَامِ المُرِّيِّ؛ كما في "الحماسة المغربية" (١/٦١١-٦١٢) ، ويقال في آخره: «الدِّمَا» و «الدَّمَا» .
(٣٧) كذا في الأصل بهذا الضبط، وفي مصادر التخريج التي ذكرت هذه العبارة: «موليان» .
(٣٨) من الرَّجَز.

<<  <  ج: ص:  >  >>