للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لما قال بنو إسرائيل لموسى : ﴿اجْعَل لَنَا إِلَهًا﴾ [الأعراف: ١٣٨]، فأنكر عليهم وأغلظ في الإنكار وقال: ﴿قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُون (١٣٨)[الأعراف]، وظاهر الحال أنهم لم يكفروا؛ لأنهم لم يفعلوا، ولو اتخذوا إلهًا وصنمًا كالذين رأوهم لكفروا، وليس المراد بالجهل هنا عدم العلم مطلقًا؛ لكن كل من فعل منكرًا فهو جاهل ويحتمل - والله أعلم - أنه يريد جهلهم وهو عدم العلم.

ولكن إذا حصل شيء من ذلك؛ أي: إذا طلب الإنسان أمرًا منكرًا محرمًا فإنه يبين له، وينكر عليه؛ خصوصًا ما يناقض التوحيد، فإذا تكلم فيه مسلم فإنه لا يكفر، لكن ينبغي أن يغلظ عليه لبيان عظم هذا الأمر، فإن موسى قال لهم: ﴿إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُون (١٣٨)﴾ ﴿إِنَّ هَؤُلاء مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُون (١٣٩)﴾ ﴿قَالَ أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَهًا وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِين (١٤٠)[الأعراف]، وكبر الرسول ، وقال لأصحابه: «الله أكبر! إنها السنن، قلتم والذي نفسي بيده … »، وهذا فيه تغليظ في الإنكار.

* * * * * * *

<<  <   >  >>