للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فإن عمل بالإيمان بجوارحه وهو لا يعتقده بقلبه فهو منافق؛ لأن المنافقين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر؛ كما قال الله تعالى عنهم: ﴿وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُون (١٤)[البقرة].

والمنافقون مصيرهم معروف، وأنهم شر من الكفار المظهرين المعلنين لكفرهم؛ ولهذا كان المنافقون ﴿فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ﴾ [النساء: ١٤٥].

وغلاة المرجئة يقولون: الإيمان هو المعرفة، فمن عرف بأن الله ربه وخالقه فهو مؤمن، ويقولون: لا يضر مع الإيمان ذنب، كما لا ينفع مع الكفر طاعة.

والكرامية يقولون: إن من أقر بلسانه فهو مؤمن.

وكل هذه أقوال باطلة، فإن التوحيد والإسلام والإيمان لا بد أن يتطابق فيه الظاهر والباطن.

والمسألة العظيمة التي يريد أن يتكلم الشيخ عنها هي مسألة «ما تقع به الردة عن الإسلام»، وقد تقدم أن الردة تقع بالشرك بالله، وبالتكذيب بما أخبر الله ورسوله، وإن كان الشخص يقول: «لا إله إلا الله».

وإذا تأمل الإنسان أحوال الناس وأقوالهم، فإنه يدرك أن منهم من يعمل بالحق ظاهرًا لا باطنًا؛ أي يوافق على الحق مداهنة، وهو بالباطن خلاف ذلك، ومنهم من يترك الحق، فيكون كفره ظاهرًا، فالأمر يتردد إما بين الكفر الظاهر، أو النفاق.

<<  <   >  >>