(وأسأل الله من أثواب رحمته ... سترا جميلاً على الزلات مشتملا)
والأثواب جمع ثوب: وهو استعارة، والستر بكسر السين: الثوب يستر به، وبالفتح مصدر، والاشتمال على الشيء: الإحاطة به من جميع جهاته، وكأنه قال: وأسأل الله مغفرة لزلاتي لأن المغفرة هي الستر، وهذا دعاء منه لما مضى من عمله، ثم قال للمستقبل منه:
(وأن ييسر لي سعيا أكون به ... مستبشراً جذلاً، لا باسراً وجلا)
والمراد بالسعي: العمل الصالح في باقي عمره؛ لأنه الموجب للاستبشار لقوله تعالى:{لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ}[الغاشية: ٩]، {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (٣٨) ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ} [عبس: ٣٨، ٣٩] والجذلان هو الفرحان؛ يقال: جذل يجذل كفرح يفرح وزناً ومعنى، والوجه الباسر: هو الكالح، والوجل: الخائف، حقق الله ما رجاه، وأعاذه مما يخشاه، واستجاب دعاه، بمنه وكرمه آمين، ولنا ولوالدينا ولمشايخنا في الدين، ولسائر المسلمين أجمعين، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.
تم كتاب بعون الله الملك الوهاب، واتفق الفراغ من زبره ضحى الأحد ٢٩ من شهر ذي القعدة المبارك أحد شهور سنة ٩٧٩ هجرية نبوية، على شرعها أفضل الصلاة والسلام وآله أجمعين.