للمزيد، فالحمد لله على تمام ما رمته: أي قصدته وطلبته "وكمل" مثلث الميم، ثم أردف الحمد بالصلاة والتسليم على النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، كما بدأ نظمه بذلك، فقال:
(ثم الصلاة وتسليم يقارنها ... على الرسول الكريم الخاتم الرسلا)
أي ثم بعد الحمد لله: الصلاة منه، وهي الرحمة مع التسليم من كل آفة، على الرسول منه إلى الخلق كلهم، الكريم عليه، الخاتم للرسل، وهو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فإنه رسول رب العالمين إلى الناس أجمعين، وهو أكرم الخلق على الله؛ لأنه أتقاهم لله، وخاتم النبيين والمرسلين، والكريم هنا: هو العظيم المنزلة عند الله، وضده: الحقير المهين {وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ}[الحج: ١٨] ومن أكرمه الله فما له من مهين.
ثم أتبع ذلك بالدعاء والثناء على آله وأصحابه وأتباعه، صلى الله عليه وعليهم أجمعين، مكافأة لهم على ما قلدوا الخاص والعام من الإحسان والإنعام، فقال:
(وآله الغر والصحب الكرام ومن ... إياهم في سبيل المكرمات تلا)
والغر: جمع الأغر، وهو السيد المقدم، وغرة كل شيء مقدمه، وهم المقدمون بالشرف لشرفه صلى الله عليه وسلم، والكرام: جمع كريم: وهو هنا العظيم القدر، وهم أجل الناس قدرا؛ لعظم قدره صلى الله عليه وسلم، وإياهم: ضمير نصب منفصل مفعول مقدم لتلا: أي تبع، فشمل ذلك التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، والمكرمات جمع المكرمة، وهي فعل الكرم. ثم لما قدم بين نجواه هذه الوسيلة العظيمة قوى رجاؤه بأنها مظنة قبول الدعاء، ولأن الدعاء للنبي صلى الله عليه وسلم وعليهم أجمعين مقبول، والله أكرم أن يرد ما اتصل بهما من الدعاء، فلهذا سأل الله تعالى فقال: