للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الدليل السادس: عن يزيد بن خمير، عن الرسول الذي أتى عائشة - رضي الله عنها - في اليوم الذي يشك فيه من رمضان؛ قال: قالت عائشة: «لأن أصوم يوما من شعبان أحب إلي من أن أفطر يوما من رمضان» (١).

الدليل السابع: عن أسماء (٢) - رضي الله عنها -: «أنها كانت تصوم اليوم الذي يشك فيه من رمضان» (٣).

وجه الاستدلال: فهذه الآثار من الصحابة - رضي الله عنهم - قالوها وفعلوها في أوقات متفرقة, وأكثر هؤلاء مثل أبي هريرة وابن عمر وعائشة - رضي الله عنهم - هم الذين رووا أحاديث إكمال العدة وأحاديث النهي عن التقدم, وقد روي عنهم وعن غيرهم النهي عن صوم يوم الشك والأمر بإكمال العدة (٤).

الراجح: الذي يترجح والله أعلم هو القول الأول: أنه لا يصام يوم الغيم على أنه من رمضان؛ وذلك لصحة أدلتهم، وصراحتها في منع صيام يوم الغيم، ولأنه يوم الشك الذي نهي عن صيامه، ولورود الأمر بإتمام شعبان ثلاثين.

أما أدلة القول الثاني فيجاب عنها بما يلي:

أولا: أما قولهم إن صيام ابن عمر - رضي الله عنهما - يوم الغيم هو تفسير لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «فاقدروا له» بمعنى التضييق, فيجاب عنه من وجهين:


(١) رواه أحمد ٤١/ ٤٢١ رقم ٢٤٩٤٥، والبيهقي في السنن الكبرى ٤/ ٣٥٥ رقم ٧٩٧١, كتاب الصيام, باب من رخص من الصحابة في صوم يوم الشك, وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ٣/ ١٤٨: "رجاله رجال الصحيح", وقال الألباني في الإرواء ٤/ ١١: "سنده صحيح".
(٢) هي: أسماء بنت أبي بكر الصديق, من الفضليات من نساء الصحابة، ووالدة عبد الله بن الزبير. لها في الصحيحين ٥٦ حديثا, توفيت سنة ٧٣ هـ. ينظر: الطبقات الكبرى ٨/ ٢٤٩, معرفة الصحابة ٦/ ٣٢٥٣, تاريخ الإسلام ٢/ ٧٨٥.
(٣) رواه البيهقي في السنن الكبرى ٤/ ٣٥٦ رقم ٧٩٧٢، كتاب الصيام, باب من رخص من الصحابة في صوم يوم الشك, وفي معرفة السنن والآثار برقم ٨٥٧٢.
(٤) ينظر: شرح العمدة كتاب الصيام ١/ ١٠٠.

<<  <   >  >>