غلمانٌ وسرور، وقد عفا عني العزيز الغفور، فاستيقظت فرحًا مسرورًا لما رأيت، وسمعت ثم مضيت إلى داري وبت ليلتي
فلما أصبحتُ أتيت القبر فوجدتهن حافيات الأقدام، فسلمت عليهنّ، وقلت لهن أبشرن، فقد رأيت أباكنّ في خير عظيم، وملك مقيم، وقد أعلمني أن الله أجاب دعاءكنّ، ولم يخيب مسعاكنّ، وقد وهبَ لكنّ أباكنّ، فاشكرنه على ما أولاكنّ.
قال: فقالت الصُغرى: اللهمّ يا مؤنس القلوب، ويا ساتر العُيوب، ويا كاشف الكروب، ويا غافر الذنوب، ويا عالم الغيوب ويا مبلغ الأمل المطلوب، قد علمت مكان مسألتي ورغبتي، واعتذاري في خلوتي، واستقامتي من زلتي، وتنصلي من خطيئتي، وأنت اللهم تعلم همتي، والمطلع على نيتي، والعالم بطويتي، ومالك رقبتي، والآخذ بناصيتي وغايتي في طلبتي، ورجائي عند شدتي ومؤنسي في وحدتي، وراحم عبرتي، ومقيل عثرتي، ومجيب دعوتي، فإن كنتُ قصرتُ عمّا أمرتني، وركنت إلى ما عنه نهيتني، فبحلمك حملتني، وبسترك سترتني، فبأيّ لسان أذكرك، وعلى أيّ نعمة أشكرك، ضاق بكثرتها ضرعي، فيا أكرم الأكرمين، ومنتهى غاية الطالبين، ومالك يوم الدين، الذي يعلم ما أخُفي في الضمير، وتدنو من الصغير والكبير، فإن كنت قضيت الحاجة بفضلك، وشفّعتني في عبدك، فاقبضني إليك وأنت على كل شيء قدير، ثم صَرخت صرخة فارقت الدنيا، رحمة الله عليها.
ثم قامت الثانية فنادت بأعلى صوتها، يا رب يا رب، فرج عني كربي، وخلّص من الشك قلبي، يا من أقامني من صرعتي، وأقالني من