فالجَوابُ: إنّ المحقّق أجاب عن هذا بعد أن قال: إن هذه المسألة لا أكاد أجد من تكلم فيها، وإنما يمكن الجواب عنها على أصول أهل السّنّة، التي تظافرت عليه أدلّة القرآن والسّنّة والاعتبارات، وهو أنّ الرّوح ذات قائمة بنفسها، تصعد وتنزل قال وعلى هذا أكثر من مائة دليل قد ذكرناها في كتابنا الكبير في معرفة الأرواح والنفس، وبيّنّا بطلان ما خالف هذا القول من وجوه كثيرة، وأنّ من قال غيره لم يعرف نفسه وأمّا على أصول من يقول إنّها مجرّدة عن المادّة، وعلائقها وليست بداخل العالم ولا خارجه، ولا شكل لها ولا قدر ولا شخص، وكذا على أصُول من يقول: إنها عرض من أعراض البدن، فلا جواب لهذا على أصولهم، بل لا وجود لها على زعمهم، بل تعدم وتبطل باضمحلال البدن، كما تبطل سائر صفات الحي.
قال: وقد وصفها الله سبحانه وتعالى بالدخول والخروج والقبض، والتوفي والرجوع، وصعودها إلى السماء، وفتح أبوابها لها وغلقها عنها، فقال:{أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ}[الأنعَام: الآية ٩٣] وقال {يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (٢٧)} [الفَجر: الآية ٢٧] الآية وقال: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (٧) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (٨)} [الشمس: الآية ٧ - ٨] فأخبر أنه سوى النفس كما سوى البدن في قوله {الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ}[الانفِطار: الآية ٧] فتسوية البدن تابع لتسوية النفس، والبدنُ موضع