للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الغزالي: "وما لا توقيف فيه يؤول بما يعرفه أهل اللغة ويناسب اللفظ من حيث الوضع؛ إذ الظاهر أن الله لا يخاطب العرب بما لا يعرفه أحد من الخلق" (١).

استدل الخصم (٢) -وهم الحنفية، والطائفة المذكورة في المتن (٣) -.

بأوائل السور؛ إذ لا يظهر منها معنًى بعد التأمل الوافر فيها.

وبقوله: {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ} [آل عمران: ٧]، فإنه ذم على اتباع المتشابه، وما ذلك إلا لعدم القدرة على الوصول إلى معناه.


(١) نقله بتصرف راجع: المستصفى: ١/ ١٠٦.
(٢) لو عبر -رحمه الله تعالى- بالمخالف كان أولى وأهدى أسلوبًا.
(٣) وهم الحشوية: والحشو -في اللغة بالفتح وسكون الشين المعجمة-: ما يملأ به الوسادة، ويطلق على الكلمات الزائدة التي تقع في وسط الكلام، كما يطلق على السفلة من الناس.
والحشوية: قوم تمسكوا بالظواهر، فذهبوا إلى التجسيم والتشبيه، وهو سبحانه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: ١١]، وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية: بأن القرامطة والفلاسفة والمعتزلة سموا الصفاتية حشوية، وكذا من يثبت الصفات العقلية يسمِّي مثبتة الصفات الخبرية حشوية، ثم ذكر أن المتكلمين أحق بالحشو وبكل وصف مذموم يذكرون به أهل السنة والجماعة.
راجع: اللسان: ١٨/ ١٩٤، وتاج العروس: ١٠/ ٩٠، والتعريفات: ص/٨٧، وكشاف اصطلاحات الفنون: ٢/ ١٦٤، ١٦٦، ومنهاج السنة: ١/ ١٣٧، ومجموع فتاوى شيخ الإسلام: ٤/ ٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>