للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال بعض المحققين (١): هذا هو الأصح لتكون القرآنية مقطوعًا بها، ويكون النظر والاجتهاد في كونها آية مستقلة، أم مع ما بعدها؟ وهو كلام في غاية المتانة، وعلى كلا التقديرين لفظة "من" في كلام المصنف تبعيضيه (٢).

لنا -على المختار وهو أنها من القرآن-: اتفاق الصحابة على كِتْبتها في المصاحف العثمانية كلها، ولا إجماع يوجد من الصحابة على حكم شرعي مثل هذا؛ لأن كِتْبة المصاحف كان بعد مشاورات،


(١) جاء في هامش (١): "هو العلامة التفتازاني هـ".
وراجع: حاشتيه على مختصر ابن الحاجب: ٢/ ٢١.
(٢) اتفق العلماء على أن البسملة بعض آية من القرآن في سورة النمل في قوله تعالى: {إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [النمل: ٣٠].
ثم اختلفوا في غير ذلك:
فذهب عطاء، والشعبي، والزهري، والثوري، وابن المبارك، وأحمد في رواية، وإسحاق، وأبو عبيد، وداود، ومحمد بن الحسن، والأرجح عند أبي حنيفة وأكثر القراء السبعة إلى أن البسملة آية من القرآن.
وذهب مالك وأصحابه، والأوزاعي، وابن جرير الطبري، وبعض الحنفية، ورواية عن أحمد، وهو قول القاضي الباقلاني، ومكي بن أبي طالب إلى أن البسملة ليست بقرآن كلية. وذهب البعض إلى أنها من الفاتحة، وهي رواية عن أحمد، اختارها من أصحابه ابن بطة، وأبو حفص العكبري، وبالنسبة لمذهب الشافعي، فقد كفانا الشارح بيانًا وتحقيقًا له. راجع: صحيح ابن خزيمة: ١/ ٢٤٨، وتفسير الطبري: ١/ ٣٧، وشرح السنة للبغوي: ٣/ ٥٢، وزاد المسير: ١/ ٧، والكشف عن وجوه القراءات السبع: ١/ ١٥ - ٢٤، والمجموع للنووي: ٣/ ٣٣٣ - ٢٤٠، وشرح مسلم له: ٤/ ١١٣، ومجموع الفتاوى: ١٣/ ٣٩٩، وتفسير ابن كثير: ١/ ١٧، وتفسير الشوكاني: ١/ ١٧، وأصول السرخسي: ١/ ٢٨٠، والمستصفى: ١/ ١٠٢، وتيسير التحرير: ٣/ ٧، وإرشاد الفحول: ص/ ٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>