للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خفية، لأنه إذا كان بالظاهر متجردًا في الخلوة للعبادة، وقلبه في الأسواق، وأنواع المعاش، فتجريده غير معتد به، فذلك شهوة خفية، لأنها باطنة لا يطلع عليها غيره تعالى، وكذلك سلوك الأسباب الموصلة إلى أنواع البر، والصدقات، ومع ذلك يطلب الإنسان ترك ذلك، والانقطاع إلى نوافل الطاعات انحطاط عن الذروة إلى الحضيض يرشد إلى هذا الحديث المتفق عليه: "اليد العليا خير من اليد السفلى" (١)، وفي بعض الروايات الصحيحة أن العليا هي المنفقة.

ثم قل -لي-: أعثمان بن عفان أفضل إذ جهز (٢) جيش العسرة (٣)،


(١) عن عبد اللَّه بن عمر أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال -وهو على المنبر، وهو يذكر الصدقة، والتعفف عن المسألة-: "اليد العليا خير من اليد السفلى، واليد العليا المنفقة، والسفلى السائلة" هذا لفظ مسلم.
راجع: صحيح مسلم: ٣/ ٩٤، وصحيح البخاري: ٢/ ١٤٥، وتحفة الأحوذي: ٧/ ٧ - ٨.
(٢) جهز المسافر: هيأ له جهازه، وجهاز السفر -بالفتح- أهبته، وما يحتاج إليه في قطع المسافة، وبالفتح قرأ السبعة في قوله تعالى: {وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ} [يوسف: ٥٩]، {فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ} [يوسف: ٥٩، ٧٠].
راجع: مختار الصحاح: ص/ ١١٥، والمصباح المنير: ١/ ١١٣، وقد قال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "من جهز جيش العسرة، فله الجنة" فجهزه عثمان رضي اللَّه عنه بثلاث مئة بعير بأحلاسها، وأقتابها، وألف دينار.
راجع: صحيح البخاري: ٥/ ١٧، وتحفة الأحوذي: ١٠/ ١٩١ - ١٩٣.
(٣) العسرة هي غزوة تبوك: لأنهم خرجوا إليها في شدة من الأمر، وسنة مجدبة وحر شديد، وعسر من الزاد، والماء، قال قتادة: "خرجوا إلى الشام عام تبوك في لهبان الحر =

<<  <  ج: ص:  >  >>