للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله - صلى الله عليه وسلم - فخنس وراءه إلى الصف فرده النبي - صلى الله عليه وسلم - مكانه؛ فجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى جنبه وأبو بكر قائم، حتى إذا فرغ أبو بكر قال: أي رسول الله أراك أصبحت صالحًا وهذا يوم بنت خارجة فرجع أبو بكر إلى أهله. فمكث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكانه وجلس إلى جنب الحجر يحذر الفتن وقال: "إني والله لا يمسك الناس على شيء إلا أني لا أحل إلا ما حل (١) الله -عز وجل- في كتابه؛ ولا أحرم إلا ما حرم الله في كتابه، يا فاطمة بنت رسول الله، يا صفية عمة رسول الله؛ اعملا لما عند الله فإني لا أغني عنكما من الله شيئاً".

هكذا جاء هذا الحديث في كتاب الصلاة (٢) مرسلًا عن عبيد الله بن عمير.

وقد عاد الشافعي أخرجه في كتاب اختلافه مع مالك (٣) بهذا الإسناد عن عبيد بن عمير قال: أخبرني الثقة -كأنه يعني عائشة- وذكر صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى جانب أبي بكر بمثل حديث هشام عن أبيه، وهو طريق من طرق حديث عائشة الذي قبل هذا.

قوله: "فقام يفرج الصفوف" أي يتخللها ليخلص إلى موضع الإمام، أي جعل فيها فرجة وهي موضع خال مما كان فيه.

"والمقعد": موضع القعود يريد به مكان الإمامة لشرفه، وأنه لا يقدم عليه إلا النبي - صلى الله عليه وسلم - أو من أمره النبي مثله.

"وخنس" يخنس -بالخاء المعجمة والنون- إذا تأخروا.

"وراءه" منصوب على الظرف، وإلى هذا تعدى إليه الفعل بغير معد.

فكذلك قوله: "فرده النبي - صلى الله عليه وسلم - مكانه" أي إلى مكانه.


(١) كذا بالأصل في مطبوعة المسند (أحل) وسيأتي بعد قليل على الجادة.
(٢) الأم (١/ ٨٠).
(٣) الأم (٧/ ١٩٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>