والفرق بين قوله تعالى: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} وقوله: {مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا} من وجهين: (أحدهما): أنه هنا أضاف الفعل إليه وبين أنه خلقه بيده، وهناك أضاف الفعل إلى الأيدي. (الثاني): أن من لغة العرب أنهم يضعون اسم الجمع موضع التثنية إذا أمن اللبس، كقوله تعالى: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا} أي: يديهما، وقوله: {فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} أي: قلباكما، فكذلك قوله: {مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا}. وأما السنة فكثيرة جدًا، ثم ذكر جملة من الأدلة انظرها هناك. (١) التوبة [١٠٤]. (٢) تقدم بيان وجه الصواب في ذلك قبل أسطر. (٣) وأخرجه مسلم في صحيحه (١٨٢٧) عن عبد الله بن عمرو مرفوعًا: "إن المقسطين عند الله على منابر من نور، عن يمين الرحمن -عز وجل- وكلتا يديه يمين، الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا". (٤) قال الإِمام النووي في "شرح مسلم" (٦/ ٤٥٥). قوله - صلى الله عليه وسلم -: "عن يمين الرحمن" فهو من أحاديث الصفات، واختلف العلماء فيها، وأن منهم =