للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تجلى في المكارم عن مداني ... فريد ماله في الجود ثاني

جليل فضله في كل ناد ... وبدر هل في كل البلاد

هزبر مفرد بين العباد ... فكم سلفت لنا منه الأيادي

مليك لم يزل للمجد باني ... يؤسس للمكارم في الزمان

فدم بالسعد يا عين الوزارة ... ويا روح المعالي والإمارة

فمنك تعلم الناس الجسارة ... وكم لك في المحاسن من مهارة

وكم لك في الوزارة من معاني ... تجل عن الشريك بلا مداني

*** ومن لطائف هذا الباب، الشامل لجميع أنواع الآداب، الموشح المشهور، المستهزئ بالشموس والبدور، موشح ابن المعتز (١) فلا بأس بذكره:

أيها الساقي إليك المشتكى ... قد دعوناك وأن لم تسمع

ونديم همت في غرته ... وبشرب الراح من راحته

كلما استيقظ من سكرته ... جذب الكأس إليه واتكأ

وسقاني أربعا في أربع


(١) هذا الموشح الذي ينسب أحيانا الى عبد الله بن المعتز المتوفى سنة ست وتسعين ومائتين. ليس له وانما هو للحفيد ابن زهر اذ لم يكن الموشح قد عرف في المشرق أيام بن المعتز. والحفيد بن زهر هو الوزير الحكيم الأديب أبو بكر محمد بن عبد الملك بن زهر الأيادي واشتهر بالحفيد بن زهر ولد باشبيلية سنة سبع وخمسمائة واصبح من نوابغ الطب والأدب في الاندلس. وخدم دولتي الموحدين والملثمين. ولم يكن في زمانه أعلم منه بصناعة الطب. وله شعر رقيق وموشحات انفرد في عصره باجادة نظمها منها هذه الموشحة وأخرى مطلعها «ما للموله من سكره لا يفيق». توفي بمراكش سنة خمس وتسعين وخمسمائة:
طبقات الاطباء ٢: ٦٧ وعيون الانباء ٣: ١٠٩ ووفيات الاعيان ٢: ٩ وارشاد الاريب ١٨: ٢١٦ والتكملة لابن الأبار ١: ٢٧٠ والمغرب ١: ٢٦٦ والوافي ٤: ٣٩ وزاد المسافر ٣٩ ودائرة المعارف الاسلامية ١: ١٨٥ وبروكلمان التكملة ١: ٨٩٣ والاعلام ٧: ١٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>