إن قيل من واحد في الشوق ذو وله ... لاستعجلت عبرتي حتى أقول أنا
فكيف لا أتواجد عليك، وعين الكمال جارية لديك، وكيف لا أحن إليك ومنابع الفضائل تدفق بين يديك. بل كيف لا أهيم فيك، والدراري تتناثر من فيك. أنت أوحد الزمان بالحسب والكمال، ومفرد الأوان بالرقب والنوال. أما أياديك فلم تزل رائقة راقية، وأما معاليك فهي من أجدادك معجزة باقية.
وأرى الفصاحة جلها وقليلها ... في راحتيك وفي يديك وفيك
إن قلت أنت بديع زمانه فما للبيان يتدفق من أياديك، وألوية البلاغة والبراعة قد انعقدت في أعلام ناديك. أو قلت أنت البدر المنير الزاهر فما لشمس الفصاحة بازغة من مطلع ذلك الجناب الفاخر.
إذا ورد الشتاء فأنت شمس ... وإن ورد المصيف فأنت ظل
صرف الله الصروف عن أنديتك وحماها، وآمن حريمها من الاغيار وحماها. وكيف لا ألتزم الدعاء على الدوام، وأنت كعبة لمطاف الخاص والعام.
وما علمت لساني كلَّ عن صفة ... ولا علمتك إلا فوق ما أصف
وكيف لا وطبعك قد جبل بماء الأدب والكمال، ولسانك هو