للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ساحة الشرف والسعادة. المنتمي لأشرف القبائل من الأمم، وهل يخفى البدر المنير في حالك الظلم، أو هل يخفى النار على علم.

حرس الله تلك الذات، وحباها بأنواع المسرات، وجعل بدرها بأنواع المكارم مشرقا، وغصن حياته بأصناف الكمال مورقا.

ما لفظت الأقلام، بديع النظام، مدى الشهور والأعوام.

ثم المعروض إليك، أسبغ الله نعمه عليك. أن المخلص بينما هو متطلع لإشراق بدر ذلك المطلع المنير، ومتشوق إلى هطل سحاب ذلك الجناب المطير. إذ بزغت شمس ذلك السماء فأنارت وأضاءت المعالم بأنوارها حيث دارت، وهب عرف ذلك الكتاب وطاب، وأتى بأنواع المسرات من لذيذ الخطاب. فيا له من در منظوم ورحيق مختوم. اذا نظرت الى رياضه الرائقة، وأساليبه الفائقة، علمت أنه بحر عجاج، متلاطم الأمواج. قد قذف الدر على الساحل، وأتى المتأخر بما لم تستطعه الأوائل. فإذا تفكرت في نسجه ونظامه، خلت أن الدر يزهو في أكمامه. فلله در طبعه الشريف. إذ هو لأنواع الفضائل رديف. فلعمري هو المقدم وغيره التالي، وجنابه أوج البلاغة وسماء المعالي لواردت لها القياس خشيت أن يكون مع الفارق، فكيف لا وهو نتيجة المغارب والمشارق.

فلا يخطر ببال مليك الادب، وحجة لسان العجم والعرب، ان المخلص ممن تصدى للجواب، وانسلك بسمط أهل (١) هذا


(١) في الاصل: بسمط هذا الباب

<<  <  ج: ص:  >  >>