للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تزان نهود الأبكار باللالئ وخدودها بالورود. فما غادر من حسن أساليب، وبديع سبك إلا حواه، ولا ترك جناس معنى إلا ذهبه وحلاه.

لو رآه الذهبي لوزنه بالجوهر والدرر، أو تلاه الحريري لكان عند مقاماته أضوأ من القمر، أو اطلع صاحب الريحانة عليه لاقتطف من ورد زهر مستحسناته، وظرائف محسناته ريحانة وشمها. أو سمع به المحبي لما نفح من نفحته نشر أدب وقال هذا للآداب أبوها وأمها. وان ذاق ابن نباتة قند نظم سكره المكرر، لقال هذا السكر والضرب الصرف أو النقش في الحجر أو أوحي إلى المتنبي سورة من نبأ معناه الكريم، لتلا: عم يتساءلون عن النبأ العظيم.

فما بلاغة سحبان وقس وحجة ... وحسان والحلي إلا كقطرة

هذا وقد صعدت بلابل آدابه على أكمام النظام يخطبون، وينادي هزار فصاحة أدبه وأنتم لا تفقهون. زاجراً من ادعى الإتيان بمثله، ورادعاً لمن أرد الإنشاء لأمثال مثله. يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون، كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون.

وقد قال هذا الروض النضر بلسان حاله، ما ينبئ عن لسان مقاله.

حويت من الآداب والفضل جملة ... وإن كنت تال لم تطقه الأوائل

لعمرك لقد دخلت من بابه. حتى انتهيت إلى محرابه، مع قصر باعي في هذا الفن وعدم اغترافي من هذا الدن. وإذ شممت

<<  <  ج: ص:  >  >>