للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذَا كَانَ طَلِيقاً حَتَّى أُطْلِقَهُ (١) أَوْ أَكْفِتَهُ إِلَيَّ. وإسناده حسن.

[قوله: أكفته إليّ] بكاف ثم فاء ثم تاء مثناة فوق: معناه أضمه إليَّ وأقبضه.

٥٠ - وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم: إِذَا ابْتَلَى اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الْعَبْدَ المسْلِمَ بِبِلاءٍ في جَسَدِهِ، قالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِلْمَلَكِ: اكْتُبْ لَهُ صَالِحَ عَمَلِهِ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُ، وَإِنْ شَفَاهُ (٢) غَسَلَهُ وَطَهَّرَهُ وَإِنْ قَبَضَهُ غَفَرَ لَهُ وَرَحِمَهُ. رواه أحمد، ورواتُه ثقات.

ما من عبد يمرض مرضاً إلا أمر الله حافظه الحديث

٥١ - وَرُوِيَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم: مَا مِنْ عَبْدٍ يَمْرَضُ مَرَضاً إِلاَّ أَمَرَ اللهُ حَافِظَهُ (٣) أَنَّ مَا عَمِلَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَلا يَكْتُبُهَا، وَمَا عَمِلَ مِنْ حَسَنَةٍ أَنْ يَكْتُبُهَا عَشْرَ حَسَنَاتٍ، وَأَنْ يَكْتُبَ لَهُ مِنَ الْعَمَلِ الصَّالِحِ كَمَا كَانَ يَعْمَلُ (٤) وَهُوَ صَحِيحٌ وَإِنْ لَمْ يَعْمَلْ. رواه أبو يَعْلَى وابن أبي الدنيا.

٥٢ - وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم: عَجَبٌ (٥) لِلْمُؤْمِنِ وَجَزَعِهِ مِنَ السَّقَمِ، وَلَوْ كَانَ يَعْلَمُ مَا لَهُ مِنَ السَّقَمِ أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ سَقِيماً الدَّهْرَ (٦)، ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم رَفَعَ رَأْسَهُ إِلى السَّمَاءِ فَضَحِكَ


(١) أشفيه وأمد في عمره فيخرج سليماً معافى.
(٢) إن برئ نقاه مرضه وأزال خطاياه، فالله تعالى يريد الخير لعباده، فليستبشر المريض بزيادة الأجر وغفران الذنوب وتبييض صحيفته، قال تعالى:
أ -[إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين (٩٠)] من سورة يوسف.
ب -[واصبر وما صبرك إلا بالله] من سورة النحل.
جـ -[فاصبر إن وعد الله حق] من سورة الروم.
د -[إنما أشكو بثي وحزني إلى الله] من سورة يوسف.
هـ -[وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو، وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم (١٠٧)] من سورة يونس.
(٣) المرافقين له.
(٤) يتفضل الله عليه تعالى فيثيبه مثل ما كان يعمل في الزمن الماضي، والذي منعه الآن مرضه.
(٥) تعجب واستعجاب وغرابة واندهاش لحالة المؤمن التقي وخوفه من المرض، ومعناه الإنكار والذم لمن يحصل منه فزع.
(٦) اختار أن يمرض طول عمره.

<<  <  ج: ص:  >  >>