للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيماً صحيحا

٤٧ - وَعَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم: إِذَا مَرِضَ الْعَبْدُ (١) أَوْ سَافَرَ كُتِبَ لَهُ مِثْلُ مَا كَانَ يَعْمَلُ مُقِيماً صَحِيحاً (٢).

رواه البخاري وأبو داود.

٤٨ - وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عَنِ النَّبِيِّ صلى اللهُ عليه وسلم قالَ: مَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ يُصَابُ بِبلاءٍ في جَسَدِهِ إِلاَّ أَمَرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الملائِكَةَ الَّذِينَ يَحْفَظُونَهُ قالَ: اكْتُبُوا لِعَبْدِي في كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ مَا كَانَ يَعْمَلُ مِنْ خَيْرٍ مَا كَانَ في وَثَاقِي. رواه أحمد واللفظ له، والحاكم وقال: صحيح على شرطهما.

٤٩ - وفي رواية لأحمد قال رسولُ الله صلى اللهُ عليه وسلم: إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا كَانَ عَلَى طَرِيقَةٍ حَسَنَةٍ مِنَ الْعِبَادَةِ ثُمَّ مَرِضَ قِيلَ لِلْمَلَكِ الْمُوَكَّلِ بِهِ (٣):

اكْتُبْ لَهُ مِثْلَ عَمَلِهِ


(١) المؤمن وكان يعمل عملاً قبل مرضه ومنعه المرض، ونيته لولا المانع مداومته عليه، أو سافر سفر طاعته ومنعه السفر من عمل الطاعات.
(٢) الله تعالى يتكرم فيعطي المريض أو المسافر ثواب الذي كان يعمله سابقاً تفضلاً وتكرماً، وحمل ابن بطال كما في القسطلاني الحكم على النوافل لا الفرائض فلا تسقط بالسفر والمرض، وتعقبه ابن المنير بأنه تحجر واسعا، تدخل فيه الفرائض التي شأنها أن يعمل بها، وهو صحيح، فإذا عجز عن جملتها أو بعضها بالمرض كتب له أجر ما عجز عنه فعلاً لأنه قام به عزماً أن لو كان صحيحاً حتى صلاة الجالس في الفرض لمرضه يكتب له عنها أجر صلاة القائم أهـ ص ١٣٣ جواهر البخاري.
فيه أن العاقل ينتهز فرصة صحته وفراغه ويكثر من العبادة وذكر الله رجاء استدرار فضل الله ورحماته كل وقت [ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم (٤)] من سورة الجمعة.
(٣) المتلقي الإنسان المرافق له الملازم يمينه كما قال تعالى: [ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد (١٦) إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد (١٧) ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد (١٨) وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد (١٩) ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد (٢٠) وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد (٢١) لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد (٢٢)] من سورة ق.
الوسوسة: الصوت الخفي وما يخطر بباله ويهجس في ضميره من حديث النفس (أقرب إليه) مثل في فرط القرب. والتلقي التلقن بالحفظ والكتابة. والقعيد المقاعد، وحكمة العليم البصير المطلع عل أخفى الخفيات كما قال النسفي زيادة لطف له في الانتهاء عن السيئات والرغبة في الحسنات أهـ.
حلم وفضل من القادر أن يجعل للإنسان حفيظاً رقيباً رجاء أن يرتدع أو ينزجر فيكثر من الصالحات.
(رقيب) حافظ (عتيد) حاضر يكتبان كل شيء حتى أنينه في مرضه (تحيد) تنفر وتهرب (سائق وشهيد) ملكان أحدهما يسوقه إلى المحشر، والآخر يشهد عليه بعمله (غطاءك) فأزلنا غفلتك أيها الإنسان بما تشاهده واستيقظ وانظر نتيجة أعمالك في الدنيا.

<<  <  ج: ص:  >  >>