للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَا رَسُولَ اللهِ مَا لَهُ (١)؟ قالَ: أُولَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ. رواه الطبراني.

[سخبرة] بفتح السين المهملة وإسكان الخاء المعجمة بعدهما باء موحدة يقول: إن له صُحبةً، والله أعلم.

١٠ - وَعَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم: مَثَلُ المؤْمِنِ كَمَثَلِ الْخَامَةِ (٢) مِنَ الزَّرْعِ تُفِيئُهَا (٣) الرِّيحُ تَصْرَعُهَا (٤) مَرَّةً وَتَعْدِلُهَا أُخْرَى حَتَّى تَهِيجَ (٥).

١١ - وفي رواية: حَتَّى يَأْتِيَهُ أَجَلُهُ، وَمَثَلُ الكافِرِ كَمَثَلِ الأَرْزَةِ الْمُجْدِبَةِ عَلى أَصْلِهَا لاَ يُصِيبُهَا شَيءٌ حَتَّى يَكُونَ انْجِعَافُهَا (٦)

مَرَّةً وَاحِدَةً. رواه مسلم.

١٢ - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم: مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ الزَّرْعِ لاَ تَزَالُ الرِّيَاحُ تفِيئُهُ، وَلاَ يَزَالُ الْمُؤْمِنُ يُصِيبُهُ بَلاءٌ، وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ كَمَثَلِ شَجَرَةِ الأُرْزِ لاَ تَهْتَزُّ حَتّى تَسْتَحْصِدَ. رواه مسلم والترمذي، واللفظ له، وقال: حديث حسن صحيح:


(١) أي شيء يلحقه؟ الفريق الناجي المطمئن الذي لا يصيبه فزع ولا خوف، وهم سادة موفقون:
أ - من هم أصحاب النعمة الذين يحمدون الله عليها وينتهزون فرصة وجود الخير فيؤسسون المشروعات النافعة؟
ب - الذين يصابون بالمحن والفتن فيصبرون ولا يضجرون ولا يتألمون، حباً في ثواب الله تعالى.
جـ - الذين إذا فعلوا ذنباً أكثروا من الاستغفار وتابوا إلى الله وعملوا صالحاً.
د - الذين وقع عليهم ظلم وتعد فسامحوا وعفوا لله. تلك أربعة طوائف ناجية فائزة مفلحة يوم القيامة.
(٢) الطاقة الغضة الطرية.
(٣) تميلها.
(٤) تصرعها، كذا د وع ص ٣٨٠ - ٢ أي تجذبها وتحركها بشدة. وفي ن ط: تصرمها: أي تقطعها. قال القسطلاني: لأن المؤمن إن جاءه أمر الله أطاعة ومضى به فإن جاءه خير فرح به، وإن وقع به مكروه صبر ورجا فيه الأجر أهـ.
(٥) حتى تضطرب.
(٦) انقلاعها أو انكسارها من وسطها، لأن المنافق لا يتفقده الله باختياره، بل يجعل له التيسير في الدنيا ليتعسر الحال عليه في المعاد حتى إذا أراد إهلاكه قصمه فيكون موته أشد عذاباً وألما أهـ ص ٢٥٧ جواهر.
يخبر صلى الله عليه وسلم عن علامات المؤمن التقي المقبول عمله أن تمر عليه المحن فيصبر ويزداد طاعة، وهو عرضة للصحة وللمرض والغنى والفقر، وهكذا من تفن الدنيا ليكثر ثوابه بإقباله على ربه مهما أصيب فيحمد الله دائماً لينال أجره تعالى وافراً جزيلاً في الآخرة. وأما الكافر والعاصي فتزهر له الدنيا وتبتسم له الحياة فينعم عيشه ويصفو فيزداد كفراً أو طغياناً حتى إذا أخذه لم يفلته.

<<  <  ج: ص:  >  >>