(٢) ضل وتاه ومشي بلا هداية هائما على وجهه. وفيه أن الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم نبراس مضيء سبيل النعيم، موصل إلى الجنة، وتاركها أعمى لا يدري أني يذهب وكيف يسير (فنسي) أي تركها. (٣) (خطئ) بمعنى تعمد أن يسلك طريق النار، وسبيل العصيان عمدا أو سهوا، ويقال أخطأ لمن لم يتعمد وفي الجامع الصغير، يقال خطئ وأخطأ: إذا سلك سبيل الخطأ، ومن أخطأ. قال الدميري: فإن قيل هذا الحديث: إن حمل على ظاهره أشكل، فإن الظاهر أنه ذم للناسي، والنسيان لا يترتب عليه ذلك للحديث الحسن المشهور: (رفع عن أمتي الخطأ والنسيان) ولما تقرر أن الناسي غير مكلف، وغير المكلف لا لوم عليه. فالجواب أن المراد بالناسي التارك كقوله تعالى: (نسوا الله فنسيهم) وكقوله: (كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم ننسى). =