للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فثلثين؟. قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك. قلتُ: النصف؟ قال: ما شئت، وإن زدت فهو خير لك. قال: أجعل لك صلاتي كلها؟، قال: إذاً يكفي همُّك (١)، ويغفر لك ذنبك. رواه أحمد والترمذي والحاكم وصححه، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.

وفي رواية لأحمد عنه: قال رجل: يا رسول الله أرأيت إن جعلت صلاتي كلها عليك؟ قال: إذاً يكفيك الله تبارك وتعالى ما أهمَّك (٢) من دنياك وآخرتك، وإسناد هذه جيد. قوله: أكثر الصلاة فكم أجعل لك من صلاتي؟. معناه أكثر الدعاء فكمْ أجعل لك من دعائي صلاة عليك.

٢١ - وعنْ محمد بن يحيى بن حبَّان عن أبيه عن جدِّه رضي الله عنه: أنَّ رجلاً قال: يا رسول الله أجعل ثلث صلاتي عليك؟ قال: نعم إن شئت. قال: الثلثين؟ قال: نعمْ إن شئت. قال: فصلاتي كلها؟. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذاً يكفيك الله ما أهمَّك من أمْر دنياك وآخرتك. رواه الطبراني بإسناد حسن.

٢٢ - وروي عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صلَّى عليَّ في يومٍ ألف مرَّةٍ (٣)

لمْ يمتْ (٤) حتى يرى مقعده من الجنَّة. رواه


(١) يقيك الله شرور الهموم، ويزيل عنك الغموم، ويفرج الكروب وتمحي سيئاتك.
(٢) أي يحفظك الله من هموم حياتك، وبعد مماتك (فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم) معناه: الذي يكثر من الصلاة على رسول الله يوسع الله رزقه عليه ويبسطه ويزيده فرحاً، ويفرج كربه ويزيل عسره ويقيه شر المصائب والكوارث ويدخر له حسنات تملأ صحيفته فتمنع عنه عذاب القيامة.
(٣) معناه الذي يصلي عليه صلى الله عليه وسلم عدد ألف وحافظ على ذلك نور الله قلبه وشرح صدره وأزال عنه ظلمات الضلال، وهداه وأفرحه برؤيا سارة مبشرة بقبوله فيرى نعيم الله، وما أعده للصالحين المتقين المصلين على المصطفى المجتبي قال تعالى:
أ - (ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالقسط) أي بالعدل، أو لقيامهم بالعدل في أمورهم أو بإيمانهم لأنه العدل القويم، كما أن الشرك ظلم عظيم، ومن الإيمان كثرة الصلاة على سيد ولد عدنان، صلى الله عليه وسلم.
ب - (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم) ٦٢ - ٦٤ من سورة يونس (أولياء الله) الذين يتواونه بالطاعة، ومنها الصلاة على المختار، صلى الله عليه وسلم، ويتولاهم سبحانه بالكرامة (البشرى) الرؤيا الصالحة، وما يسنح لهم من المكاشفات وبشرى الملائكة عند النزع (وفي الآخرة) بتلقي الملائكة إياهم مسلمين مبشرين بالفوز والكرامة (لا تبديل) لا تغيير لأقواله، ولا إخلاف لمواعيده، أهـ بيضاوي.
(٤) أي يحيا حتى يرى مكانه الذي أعده الله له سبحانه في الجنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>