للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

بمكة ثم لم ير رسولَ الله حتى قدم المدينة، فجاءه فقال: يا رسول الله علِّمني مما أنت به عالمٌ وأنا به جاهل، وأنبئني بما ينفعُني ولا يضرُّك، فأيّ صلاة الليل والنهار سليمة؟، فذكر الحديث، وقال في آخره: فأيّ صلاة المتطوِّعين أفضل؟ قال:

"حين يذهبُ ثلثُ الليل الأول -أو قال: منتصفُ الليل-، فتلك الساعةُ التي ينزلُ فيها الرحمن ﷿ إلى السماء الدنيا، فيقول: هل من مذنبٍ يستغفرُني فأغفرَ له؟ هل من سائلٍ يرغبُ إليَّ فأعطِيه سؤلَه؟ أم هل من عانٍ يرغبُ إليّ فأفكّ عانه؟ حتى إذا برق الفجرُ صعد الرحمنُ ﷿ العليُّ الأعلى" (١).

رواه عن سعيد المَقْبُريِّ أيضًا: الليثُ.

١٠٥٩ - أخبرني محمد بن حازم، أبنا علي بن البخاري، أنبأنا أبو المكارم اللَّبّان، عن أبي علي الحدّاد، أنا أبو نعيم، ثنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن جعفر العطّار، ثنا محمد بن يونس بن موسى، ثنا أبو بكر الحنفي، ثنا عبد الحميد -يعني: ابنَ جعفر-، قال: أخبرني سعيد المَقْبُري، عن عَوْن بن عبد الله، عن أبيه، عن ابن مسعود قال: جاء رجلٌ من بني سُلَيم يقال له: عَمْرو بن عَبَسَة إلى المدينة، ولم يكن رأى النبيَّ إلّا بمكة، فقال: يا رسول الله علِّمني ما أنت به عالم وأنا به جاهل، علِّمني ما ينفعني ولا يضرُّني، أيّ صلاة الليل التطوّع أفضل؟ قال:

"نصفُ الليل، فإنه ساعةٌ ينزلُ الله تعالى فيها إلى سماء الدنيا، فيقول: لا أسألُ عن عبادي أحدًا غيري، فيقول: هل من داعٍ يدعوني فأستجيبَ له؟ هل من مستغفرٍ يستغفرُني فأغفرَ له؟ هل من عانٍ يدعوني فأفكَّ عانه؟ حتى ينفجر الفجرُ، ثم يصعدُ الرحمن" (٢).


(١) أخرجه الدارقطني في النزول (رقم: ١٢)، والرواية من طريقه.
(٢) أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء (٤/ ٢٦٥ - ٢٦٦)، والكلام بعده له، والرواية من طريقه.